السفياني في الشام

السفياني في الشام:------------------------
يخرج السفياني في شهر رجب، حيث يكون مستقراً في أوربا، وعندما تتاح له الظروف يقدم الى سوريا. 
ورد في الرواية عن بشر بن غالب قال: (يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب وهو صاحب القوم) (1)
تتحدث هذه الرواية عن رجل يدين بدين الغرب، وهي العلمنة، فالسفياني رجل علماني قومي فاشي.
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (ومن المحتوم خروج السفياني في رجب). (2)
بعد احداث الرجفة ودخول الرايات الصفر الى سوريا، ومن ثم بعد ذلك بمدة ينفصل أكراد سوريا عن المركز، ويدخل الجيش التركي ويحتل المناطق الكوردية السورية، عندها يضرب دمشق زلزالاً كبيراً، يحدث خسفاً في منطقة حرستا، ومنطقة الجابية ويسقط الجانب الأيمن من مسجد دمشق، عندها تحدث الحرب العالمية، وهي وإن كانت ليست من العلامات الحتمية، الا أنها سواء حدثت أم لم تحدث يكفي حدوث العلامات السابقة لها، وحينما يدخل السفياني من جهة الأردن من خلال بلدة درعا، وهناك يكون في إستقباله جمع من الضباط والجنود السوريين كما في الرواية التالية: 
عن محمد بن جعفر بن علي قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بياض. يخرج من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس. يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود. (3)
وفي رواية أخرى: بداية حركته من قرية من غرب الشام يقال لها أندرا في سبعة نفر. (4)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري. إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عنبسة(عيينة)وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها). (5)
وقد ورد في تفسير الربوة ذات القرار والمعين المذكورة في القرآن الكريم، أنها دمشق.

مدة حكمه: 
-------------
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (السفياني من المحتوم، وخروجه من أوله إلى آخره خمسة عشر شهراً. ستة أشهر يقاتل فيها. فإذا ملك الكور الخمس، ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً) (6) 

قتال السفياني في سوريا:
------------------------
عند خروج السفياني في سوريا يقاتل النواصب وأضرابهم من المسلحين والمجاميع الإرهابية، وسيكون أكبر ند للسفياني هو الأبقع، والذي سيقود حركة المعارضة السورية ضد الحاكم الأصهب (السفياني الثاني) فيقضي على الأبقع وأتباعه ثم يلقي القبض على الأصهب ويقتله، ولا يقتل أتباع الأصهب كما فعل مع اتباع الأبقع، وذلك لكون اتباع الأصهب هم ذاتهم قوم السفياني كما في الرواية:
فأول ارض تخرب ارض الشام(ثم) يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه(تبعه)، ثم يقتل الاصهب. (7).

الأبقع:
--------
البقع في الالوان اختلافها، ويقال: بقعان الشام لخدمهم، وقال الفيروز آبادي: بقعان الشام خدمهم وعبيدهم لبياضهم وحمرتهم، ويقال للرجل الذي يولي في الارض جاحدا اهلها بالابقع. (8).
يتضح من اوصاف الابقع أنه يعيش خارج سوريا جاحدا أهلها، فلعله كان في نظام الحكم وخرج منه وأصبح معارضاً، واتباع الابقع هم المعارضة الشعبية من سكان قنسرين وهي: حلب وحماة وادلب، وبعض المناطق الأخرى.
وفي الرواية (فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم) (9)
مما يعني ان ثمة دعم للأبقع من مصر.

الاصهب: 
------------
الاصهب في اللغة هو الابيض المشوب بحمرة، وتقال للشديد والجَلِد، كما يقال للظليم أصهب البلد اي جلده والظليم كثير الظلم وتقال للرجل الطويل. (10)
والاصهب من اسماء الاسد (11)
فالاصهب ابيض اللون مشوب بحمرة واسمه اسد او لقبه الأسد، وهو طويل القامة وكثير الظلم 
ولعل كونه كثير الظلم إشارة الى كونه حاكم ظالم.
((الاصهب هوالذي يحكم الشام قبل ورود الابقع اليها ، باعتبار ان الاخير والسفياني انما يفدان اليها من بعد هجران لها .. وبالتالي فأن الابقع يسعى لاخذ الحكم من الاصهب مستغلا ظروف خلع العرب اعنتها )) (12)
وقد ذكرنا سابقا في بحثنا الموسوم (من هو السفياني) انه في اثناء الصراع بين الاصهب والابقع قبل دخول السفياني تحدث رجفة او هدة في سوريا، فقد ورد في الرواية:
(13)( في ولاية السفياني الثاني وخروجه علامة ترى في السماء)
وفي رواية أخرى:
(14)( في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن انه قد خرب ما يليهم )
فالسفياني الثاني هنا هو الاصهب، فيكون السفياني الثالث هو السفياني الموعود.

العمليات العسكرية:
يقاتل السفياني في سوريا النواصب ستة أشهر كما في الرواية آنفة الذكر، حتى يعيد تجميع محافظات سوريا (الكور الخمس) المفككة تحت حكمه.
اما محافظتا الحسكة والقامشلي الشماليتين، فتكونان تحت الاحتلال التركي فقد ورد في الرواية: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها أولها اختلاف ولد فلان، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها مرج الروم، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة. (15)
تخبرنا الرواية ان مارقة في سوريا تمرق من ناحية الترك – اي من قبل الترك – وجهة الترك هي الحسكة والقامشلي وهي المناطق الكردستانية السورية، ومعنى انها تمرق اي تخرج عن سلطة المركز وهي سلطة الحاكم الاصهب. ويعقب هذا الانفصال الكردي اقبال الجيش التركي حتى ينزلوا الجزيرة. والجزيرة هي المناطق غير المأهولة بالسكان من مدينتي الحسكة والقامشلي وصولا الى مدينتي الرقة ودير الزور، وتشمل وادي نهر الخابور السوري.
فقد ورد في الرواية: في حديث ابن مسعود: كأني بالترك على براذين مخذمة الاذان حتى يربطوها بشط الفرات. (16)

بعد استرجاع الكور الخمس، يتحرك السفياني نحو الحسكة والقامشلي، ويقاتل الاتراك هناك ويحررهما من الاحتلال التركي، في معركة قرقيسياء. وسميت تلك المعركة بمعركة قرقيسياء؛ لانها تحدث في المنطقة السورية التأريخية المسماة قرقيسياء، واليوم هي أطلال تعرف بالبصيرة.
فقد ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لميسر: (يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية)

-------------------------------------------------------------------------------
(1) غيبة الطوسي ص278
(2) البحار:52/ 249
(3) مخطوطة ابن حماد ص75
(4) مخطوطة ابن حماد ص74
(5) (البحار:52/205)
(6) البحار:52/ 248
(7) الغيبة للنعماني ص149
(8) راجع الصحاح والقاموس المحيط
(9) كتاب الفتن لابن حماد ج1 ص170
(10) انظر تهذيب اللغة 361:4- 362 واساس البلاغة : 260
(11) المعجم الرائد
(12) علامات الظهور للشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص228
(13) كتاب الفتن لابن حماد ص127 وقريب منه ص186
(14) المصدر السابق ص130 و 159 بلفظ قريب منه
(15) الإختصاص للشيخ المفيد ص 255:
(16) كتاب الفتن ص378
(17) الكافي:8/295