Top Ad unit 728 × 90

الشيصباني واتباعه البتريه

الشيصباني وأتباعه البترية:
-----------------------------
ورد هذا الاسم (الشيصباني) في احدى روايات أهل البيت عليهم السلام: عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن السفياني فقال: (وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني، يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم. فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم) (1)

تناول العديد من الكتاب علامة الشيصباني ونوهوا بأن مصداق هذه الشخصية هو الطاغية صدام حسين، لكنهم لم يلتفتوا الى أن الشيصباني يخرج بأرض الكوفة وليس بأرض تكريت واتباعه في الكوفة، وبعد خروجه يخرج السفياني ثم القائم عج، حيث ان خروج الشيصباني يستمر الى خروج السفياني والقائم عج كما سنبينه لاحقاً.
الشيصباني: هو رجل سيء بقرينة اقتران ذكره بالسفياني وقتله وفدكم.
الوفد: جمع الوافد وجماعة مختارة للتقدم في لقاء ذوي الشأن. (2)
اي ان المراد بالوفد هم ممثلوا عُلية القوم ونوابهم.

معنى الشيصباني:
----------------
الشصب: الشدة والجدب
العيش شصباً: اشتد وشق.
والشصاب: القصاب. (3)
أي أن الشيصباني واتباعه يقومون بعمل (الشصب) ضد الناس لذلك لُقّب قائدهم بالشيصباني.
والشصب هو العنف والشدة بالقول وكذلك الضرب والقتل، ولقد اختار اهل البيت عليهم السلام هذا اللفظ اشارة الى صفة يُعرف بها مجمل هذه الاعمال، فيوصف الشيصباني واتباعه بهذه الصفة من قبل الناس.

ينبع كما ينبع الماء: كناية عن بداية حركته بمجموعة قليلة تزداد اعدادهم في فترة قصيرة، ويبدو أنه في بادئ الأمر يكون خروج الشيصباني وأتباعه لا يأبه له أحد، حتى تزداد اعدادهم فيصبحون قوة مؤثرة في الكوفة وربما بعض المدن العراقية الاخرى. وذلك الوصف تماماً كما عندما تبدأ عين الماء بالنبع تكون كمية الماء قليلة، ثم تزداد تباعاً حتى تفيض ويصبح من الصعب السيطرة عليها.
لما كان خروج السفياني وظهور الامام المهدي عج في حدود عامين؛ فإن الشيصباني واتباعه سيبقون الى ظهور المهدي عج، بل أن قتل الشيصباني سيكون على يد الحجة عج وجنوده، كما أشارت إحدى الروايات والتي سنتطرق اليها لاحقاً.

ونحن نرجح بتبعية البترية للشيصباني لأن ذكر اهل البيت عليهم السلام لتلك الشخصية لا يكون عن فراغ، فينبغي أن يكون ذلك الشيصباني ذو تأثير على احداث الظهور الشريف، ولا نجد له أي تحرك من هذا القبيل في المنظومة الروائية الا من خلال تحرك البترية، لذا رجحنا أن يكون البترية هم أتباعه.

أتباع الشيصباني: البترية
----------
يروي أبو الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في وصفه لحال الإمام روحي فداه حالما يصل إلى الكوفة: يسير-القائم عج- إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرّحوا جباههم، وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وكلهم يقولون: يأبن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد. (4)

البترية في اللغة:
------------
الأبتر: المقطوع الذنب ومن الحيات القصير الذنب الخبيث ومن الناس من لا عقب له ومن لا خير فيه والحقير الذليل. (5)
أي أن البترية هم قوم من أراذل الناس وخبثائهم وحقرائهم. وأمثال هؤلاء عندما يتصدون للأمر الديني؛ فإنهم لا ريب يفسدون أكثر مما يصلحون ويخرجون عن كثير من أمور الدين. ولا شك أنهم يخرجون عن أمر المرجعية، فالمرجعية هي الإمتداد الشرعي الطبيعي للإمامة.

البترية تأريخياً:
-----------
بعض صفات ومعتقدات البترية:
(( يرى البترية أن علياً هو أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة لكنه سلم الأمر لهم راضيا وفوض الأمر إليهم طائعا وترك حقه راغبا فنحن راضون بما رضي مسلمون لما سلم لا يحل لنا غير ذلك ولو لم يرض علي بذلك لكان أبو بكر هالكا وهم الذين جوزا إمامة المفضول وتأخير الفاضل والأفضل إذا كان الفاضل راضيا بذلك وقالوا من شهر سيفه من أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما وكان عالما زاهدا شجاعا فهو الإمام.
وشرط بعضهم صباحة الوجه ولهم خبط عظيم في إمامين وجدت فيهما هذه الشرائط وشهرا سيفيهما ينظر إلى الأفضل والأزهد وإن تساويا ينظر إلى الأمتن رأيا والأحزم أمرا وإن تساويا تقابلا فينقلب الأمر عليهم كلا ويعود الطلب جذعا والامام مأموما والأمير مأمورا ولو كانا في قطرين انفرد كل واحد منهما. بقطره ويكون واجب الطاعة في قومه ولو أفتى أحدهما بخلاف ما يفتي الآخر كان كل واحد منهما مصيبا وان أفتى باستحلال دم الإمام الآخر وأكثرهم في زماننا مقلدون لا يرجعون إلى رأي واجتهاد)) (6)

من صفات البترية انهم موالون لعلي عليه السلام، والامام عندهم ما اقتنعوا به سواء كان المفضول او الفاضل والامام لديهم يجب ان يكون رجل دين سياسي وخارج بالسلاح، وهذه الصفات والصفات الاخرى تبين مدى سفاهة عقولهم وهشاشة معتقداتهم، كذلك تزكيهم عن العمالة والتجسس وتصفهم بالنفاق المكتسب نتيجة الجهل تمييزا لهم عن المجاميع المنحرفة التي غالبا ما تكون عميلة لمخابرات دول اخرى عدوة؛ كحركة دجال البصرة احمد الحسن وحركة القحطاني والمرسومي والصرخي وأمثالهم.

وهكذا هم البترية الذين سيخرجون على الامام عليه السلام، ولو لم تكن معتقداتهم بهذه الهشاشة وعقولهم بهذه السفاهة لما خرجوا على إمامهم المعصوم عجل الله تعالى فرجه وهم شيعة أثني عشرية.
ولكون البترية شيعة أثني عشرية وكذلك صاحبهم الشيصباني فإنهم لم يبتروا شيئأ من الدين حيث ان البترية التاريخيين قد بتروا الامامة. ولكن الامتداد الطبيعي للامامة هو المرجعية فقد يكونوا قد بتروا الدين ببترهم للمرجعية وحيادهم عنها وصنع كيانات محايدة عن المرجعية بل انها معادية للمرجعية ويستفاد ذلك من قول الامام عليه السلام (يقتل وفدكم) أي الشيصباني.

سبب خروج البترية على الإمام الحجة عج:
-------------------------------------------
في رواية أحمد بن محمّد الأيادي بسنده إلى أبي بصير، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه، قال: إذا ظهر القائم على نجف الكوفة، خرج إليه قرّاء أهل الكوفة، وقد علّقوا المصاحف على أعناقهم، وفي أطراف رماحهم، إلى أن يقول: ويقولون: لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، قد جرّبناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم، فيقتلهم حتى لا يبقي منهم مخبر. (7)

وفي رواية عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ـ في حديث الظهور ـ «ثمّ يخرج الحسني الفتى الصبيح ... فيقول الحسني: الله أكبر، مدّ يدك يا بن رسول الله حتّى نبايعك فيمدّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلاّ أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون بالزيديّة، فإنّهم يقولون: ما هذا إلاّ سحر عظيم. فيختلط العسكر فيقبل المهدي (عليه السلام) على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيّام، فلا يزدادون إلاّ طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً، ثمّ يقول لأصحابه: «لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما فيها». (8)

تصف الرواية الاولى مجموعة من منافقي الكوفة، يقولون للإمام عج لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، وفيه دلالة على انهم شيعة وقد يكونوا قد بذلوا الكثير من الارواح والاموال والجهد في سبيل تحصيل مكانتهم السياسية والاجتماعية التي يحظون بها فلا يتحملون التنازل عنها للمهدي عج.
كذلك يقولون للإمام عج قد جربناكم فما وجدنا بكم خيرا وبالطبع انهم لم يروا الامام من قبل ولكنهم يقصدون من معه، ففي الرواية الثانية يتضح ان الحسني سوف يسلم الراية للإمام المهدي عج ويكون معه فقد يكون للبترية خلافا سابقا مع الفتى الحسني الصبيح وانصاره ومع المرجع الحسني الذي يسلم الراية للإمام عج وكذلك مع اليماني. وهذه الشخصيات الثلاثة ومن معهم من اتباعهم لهم الدور الكبير في احداث التمهيد للإمام الحجة عج ولابد ان يكون الشيصباني واتباعه البترية من الملتويين على اليماني.
فربما عندما يرد الامام عج النجف الاشرف ويسير معه الشخصيات الثلاثة مع اتباعهم سيثير ذلك حنق الشيصباني واتباعه البترية فيرفضون تسليم الكوفة للإمام عج. وقد وصف البترية اتباع الامام المهدي عج بأنهم لا خير فيهم وتصور ان الحديث باللهجة العامية لأهل الكوفة!! (اي انهم كانوا صامتين، نائمين، جبناء ... الخ) كناية عن عدم خروجهم المسلح من قبل أو ضعف بأسهم في حروب النواصب السابقة لخروج السفياني، مقارنة بالبترية الذي يبدو أن الدور الكبير في قتال النواصب يعود إليهم. حيث اننا ذكرنا انفا أن البترية لا يوالون إلا الإمام الخارج بالسلاح.

القائم عج يقتل الشيصباني:
------------------------
كما أن في الرواية أعلاه والروايات الآنفة إشارة الى أمرين بغاية الأهمية:

الأمر الأول: أن البترية هم من اتباع الشيصباني فقد ورد في الروايات الآنفة أن الإمام الحجة عج يقتل من يخرج اليه من البترية حتى لا يبقي منهم أحد، وذلك يعني انه يلحق المولي ويجهز على الجرحى، ولمن يفقه أساليب القتال الإسلامي سيما ما ورد في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام، فإنه سوف يعلم معنى ذلك. حيث سؤل أمير المؤمنين عليه السلام عن سبب إجهازه على الجريح ولحاقه بالمولي في معركة صفين بينما أمر بعدم الإجهاز على الجريح وعدم لحاق المولي في معركة الجمل، فأجاب عليه السلام: أن معركة الجمل قتل فيها القادة فالجريح والهارب لن يجد من يعيد تأهيله لمعركة جديدة، أما في صفين فالجريح والمولي يعود الى معاوية فيعيد تجهيزه وإرساله الى القتال.
كما ورد في إحدى الروايات عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم. ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا) (9)
تؤكد هذه الرواية على أن البترية هم إمتداد لمنافقي الكوفة أي الشيصباني وأتباعه.

الأمر الثاني: ورد في الرواية:
من كتاب الفضل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقدم القائم عليه السلام حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء، فيدعوهم ويناشدهم حقه، ويخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول: من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله، إلى آخر ما تقدم من هذا، فيقولون: إرجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم، فيتفرقون من غير قتال. فإذا كان يوم الجمعة يعاود، فيجئ سهم فيصيب رجلاً من المسلمين فيقتله، فيقال: إن فلاناً قد قتل، فعند ذلك ينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر، فإذا زالت الشمس هبَّت الريح له فيحمل عليهم هو وأصحابه، فيمنحهم الله أكتافهم ويولون فيقتلهم حتى يدخلهم أبيات الكوفة وينادي مناديه: ألا لا تتبعوا مولياً ولا تجهزوا على جريح، ويسير بهم كما سار علي عليه السلام يوم البصرة). (10)

هذه الرواية تسمي زعيمهم السفياني ولعله تصحيف للشيصباني" وان لم يكن هنالك فرقا كبيرا بين الشيصباني والسفياني. وتصف الرواية خروجهم مع الناس اي ان غالبية اهل الكوفة موالين لهم والاحرى انهم يمثلون غالبية اهل الكوفة ويعضد ذلك دخول الفارين منهم ابيات الكوفة.
وقول المنادي: لا تتبعوا موليا ولا تجهزوا على جريح اشارة الى طبيعتهم الشيعية والا فأن الامام لا يستتيب اعداءه من النواصب والمخالفين.
كما أن عدم إجهاز الإمام الحجة عج على الجرحى وعدم ملاحقة المولين منهم يدل على قتله لقائدهم الشيصباني.

وفي الرواية عن أبي جعفر عليه السلام: إذا دخل القائم الكوفة لم يبق مؤمن إلا وهو بها أو يجئ إليها، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام ويقول لأصحابه: سيروا بنا إلى هذه الطاغية فيسير إليه. (11)
تذكر هذه الرواية وجود طاغية في الكوفة وورد الطاغية معرف بـ (ال التعريف) مما يعني انه طاغية معروف في الكوفة وليس هنالك من هو متنفذ فيها غيره. ولا ريب انه الشيصباني ذاته.
----------------------------
(1) (البحار:52/250).
(2) القاموس الوسيط
(3) (لسان العرب)
(4) (دلائل الإمامة: 239)


(5) القاموس الوسيط
(6) الملل والنحل - الشهرستاني - ج ١ - الصفحة ١٦١
(7) سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان: 67ـ68
(8) بحار الانوار م49/ص16
(9) (البحار:52/338)
(10) البحار:52/387، وإثبات الهداة:3/ 585
(11) غيبة الطوسي/275 وعنه منتخب الأنوار/190، وإثبات الهداة:3/514، والبحار:52/
الشيصباني واتباعه البتريه Jond313 on 9:35:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.