من هو السفياني

من هو السفياني:

من هو السفياني هل هو ناصبي أم علوي أم شيعي أم سني؟ هل هو من داعش أم من حزب البعث، أم من القاعدة؟!
في الحقيقة أن السفياني ليس ناصبياً على اللإطلاق، وليس سنياً، وهو ليس داعش، كذلك هو ليس عراقياً، وانما هو رجل قومي فاشي سوري الأصل والنشأة.

السفياني: مفهومٌ له عدة مصاديق تأريخية، وهو عبارة عن رجل يعود نسبه الى آل ابي سفيان يقوم بقيادة قبيلة كلب ضد بني قيس، في خضم الصراعات التاريخية بين قبيلتي كلب وقيس. فقد كان بنو كلب يلقبون سفيانيهم بـ (السفياني المنتظر ومهدي الأمة) وكانوا كلما مروا بضائقة سياسية وأمنية تمنوا سفيانياً ينقذهم، وبالفعل يحدث ذلك.
السفياني الموعود أحد تلك المصاديق، لكن كما يبدوا انه لن يُعرف بنسبه الى آل ابي سفيان، لان التأريخ المعاصر لم يشهد لتلك الاسرة امتداداً طبيعياً. كما ان الظروف السياسية والاجتماعية المعاصرة تؤكد ان السفياني مندمج مع كلب، فهو ظاهراً من كلب، لكن نسبه الحقيقي يعود الى آل ابي سفيان. فالمدار ظاهرا تعلق السفياني بقيادة كلب.
اما المرويات فتخبرنا عن ان كلب هم اخوال السفياني، وذلك يعني وجود مصاهرة بين اسرة السفياني وكلب. اي ان ام السفياني او احدى اسلافه او أكثر من النساء هن من كلب. كما ان المستفاد من المرويات ان قبيلة كلب تحكم سوريا قبل خروج السفياني، حيث ان من يحكم سوريا قبل السفياني هما رجلان من آل ابي سفيان، يمثلان كلب وثالثهما السفياني الموعود.
وفي الاخبار المروية: أن إسم أبو السفياني أو لقبه (عنبسة)، وقد يكون اسم الأسرة الحاكمة لسوريا ومنها السفياني الثالث الموعود، بعد حكم رجلين قبله من نفس الاسرة.
وفي المرويات اشارة الى وجود علاقة مصاهرة بين آخر الحكام الطغاة في البلاد العربية هما السفياني وعبد الله آل فلان ملك الحجاز.
علاقة المصاهرة بين السفياني وعبد الله ملك الحجاز، تتضح في رمزية عثمان بن عنبسة التي وسم بها السفياني، حيث ان عثمان بن عنبسة كان يرتبط بعبد الله بن الزبير بعلاقة مصاهرة، فعبد الله بن الزبير هو خال عثمان بن عنبسة السفياني. وكان مقدراً لعثمان بن عنبسة أن يقاتل أخواله، بيد أنه رفض قتالهم لوده لهم، بالرغم من كونه مرشحاً لخلافة معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان، لكنه رفض الخلافة وانحاز الى اخواله.
وبالرغم من تطور احوال السياسة وابتداع الانظمة السياسية الحديثة، والتغيرات الديموغرافية التي جرت على مر الزمان؛ الا ان صراع بني كلب وبني قيس لم ينتهي، ويبدو ان سبب ذلك يعود الى طبيعة القبيلتين في عصر الظهور المقدس، وانتماءاتهما وسوف نبين ذلك في الفقرات الاتية :
1- وجود بني كلب في رأس الهرم السياسي في حكمها للشام في زمان خروج السفياني وبني قيس يخرجون لخلع الحاكم الكلبي ( السفياني الثاني ) او الاصهب .
2- الوئام الواضح بين كلب والشيعة على المستوى السياسي والأمني، حيث ان المرويات تخبرنا عن كون بني قيس عدو مشترك للشيعة وكلب.
3- بسبب ذلك الوئام بين الشيعة وبني كلب، وكذلك العداء الواضح لبني قيس مع الشيعة، والذي عبرت عنه الرواية الصحيحة عن الباقر عليه السلام بأن بني قيس هم اعداء الشيعة العقديين، فإن ذلك يعني ان عامة بني قيس نواصب.
4- ان بني كلب اليوم يعتنقون المذهب العلوي، وبني قيس نواصب، وهذه القرينة تشير الى وضوح عنصر الطائفية في الصراع القائم. وبالرغم من كون بني قيس قد خرجوا في اصل حركتهم لخلع حاكمهم الاصهب – السفياني الثاني- الا أن الدافع الى الخلاف؛ اصله طائفي كما يبدو.
ويتضح مما مر ان السفياني كلبي الانتماء القبلي، وسفياني النسب، وعلوي الطائفة، وهو من اسرة الاسد الحاكمة، حيث أن معنى عنبسة هو (الأسد) والسفياني الملعون عدو للسفياني الاول والثاني بالرغم من كونه منهم وهو منفي الى اوربا (بلاد الروم) بسببهما.
ترقبوا الحلقة الثانية بعنوان: هذا هو السفياني.