Top Ad unit 728 × 90

موت عبد الله وأختلاف بني العباس وبني فلان

موت عبد الله وأختلاف بني العباس وبني فلان.
-------------------------------------------------------
ثمة أسئلة بحاجة الى إجابة، قبل الخوض بتفاصيل علامة موت عبد الله:
من هو عبد الله؟
هل هو ملك الحجاز أم غيره؟
هل هو عبد الله آل سعود الذي مات بتاريخ 2 ربيع2 1436؟!
من غير الممكن أن تتحدث الروايات الشريفة بصورة غامضة، عن علامات الظهور الشريف، ربما يبدو ذلك للوهلة الأولى، سيما لدى من يستخدم منهج تحليل الروايات المنفردة، وهو المنهج الذي يسلكه عديد من الفضلاء والباحثين في القضية المهدوية، أما في الحقيقة فلا شك ولا ريب أن الروايات الشريفة لا تتحدث بغموض، وإنما إعتمد أهل البيت عليهم السلام، على منهج تجزئة المعلومات وتوزيعها على الروايات، كمثل لعبة "البازل"
عندما يتم جمع الروايات التي تخص علامة ما، في منظومة روائية، عندها فقط تجتمع قطع الصورة لتبين لنا الصورة كاملة، ويزول عند ذلك الغموض، والذي غالبا ما يُتهم أهل البيت عليهم السلام، بغموض رواياتهم حاشاهم، سواء صرّح الباحث أم لم يصرّح، من خلال تسويف العلامات وإحالتها الى حالة التحقق على أرض الواقع، وتناسوا أن رصد العلامات بعد تحققها، يعني سقوطها عن الدلالة على الظهور الشريف، وهو أمر بمنتهى الغرابة!
ذكرنا سابقاً المناطق الأربع ذات الأهمية الكبرى، من حيث البعد الجيوسياسي للظهور الشريف، وهي الحجاز، والعراق، وسورية، وإيران. فأما إيران فتكون بيد الممهد الخراساني، وأما العراق فيحرره اليماني والخراساني من يد جيش السفياني، وسورية تكون بيد السفياني، وتحدثت الروايات عن أن سورية تبقى بيد السفياني، الى ما بعد الظهور الشريف، حتى يفتحها جيش الإمام المهدي عج، وما تبقى من تلك البلدان هو الحجاز!
في الحقيقة أن البُعد العقدي والجيوسياسي للجزيرة العربية، جعلاها اهم البلاد التي ينبغي تمهيد الأرض فيها للظهور الشريف، حيث أن الامام المهدي (عج) يظهر فيها ويخرج منها، ففي الحجاز رمز الإسلام المقدس، الكعبة الشريفة، وفيه بقيع الغرقد، حيث مرقد النبي محمد صلى الله عليه واله، ومدينته المقدسة.
كما إن الحجاز اليوم، محكوم من قبل الكيان السعودي، الذي يمثل أعتى القوى الإقليمية الداعمة لقوى الإرهاب المتمثلة بالوهابية السلفية، العدو العقدي للشيعة.
الإمام المهدي (عج) يظهر في مكة، يوم النداء الجبرائيلي في الثالث والعشرين من رمضان، ويخرج في مكة يوم العاشر من المحرم الذي يليه.
مما سبق يتبين لنا، ضرورة وجود حديث تفصيلي في الروايات الشريفة، عن سبل تمهيد أرض الحجاز، كما تحدثت الروايات عن تمهيد أرض إيران والعراق.
والآن سوف نستعرض الروايات التي أشارت الى أحداث تمهيد أرض الحجاز، ولا بد من التنويه قبل ذلك الى خلو الحجاز من الممهدين، كما دلت القرائن الروائية المستفيضة، فكيف سيتم تمهيد أرض الحجاز؟!
ورد في الحديث الصحيح (1) عن الامام الصادق عليه السلام: قال له يعقوب السراج: متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، وظهر الشامي، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، وخرج صاحب هذا الامر من المدينة إلى مكة. ... (2)
المراد ببني العباس؛ هم حكومات الطغيان التي تحكم البلدان العربية، على غرار حكم بني العباس، وذلك في زمان الظهور الشريف، فهم الحكومات الظالمة المغتصبة لحق اهل البيت عليهم السلام. ولعل اشد الحكومات عداءً وفتكاً بالشيعة؛ هم حكام الحجاز.
كما إن ذكر أهل البيت عليهم السلام، لموضوع (اختلاف بني العباس) يعني تبيان تأثيرهم السلبي على الظهور الشريف، والاشارة الى ان زوالهم يمهد الأرض للظهور.
كما تحدثت الروايات عن اختلاف طغاة العرب فيما بينهم، وكونه من المحتوم، وما يشار اليه بأنه محتوم، فهو أمر ضروري، وشرط أساسي من شروط الظهور الشريف، فلا ظهور بوجود الطغاة المهيمنين على البلدان، التي تمتلك البعد الجيوسياسي نسبة الى الظهور الشريف.
فقد ورد في الرواية عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم...) (3)
أحداث الحجاز التي تمهد الأرض للظهور الشريف:
----------------------------------------------
من خلال إستقراء منظومة الروايات الشريفة، نجد أنه قد أشير الى حكام الحجاز، في عصر الظهور الشريف، بنعت (بني فلان) أو (ولد فلان).
فقد ورد في الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام قال: إن قدام هذا الأمر علامات، حدث يكون بين الحرمين، قلت: ما الحدث؟ قال: عصبة تكون، ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً). (4)
وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا، وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل. ثم قرأ: أم حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ، ثم قال: إن من علامات الفرج حدثاً بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً من العرب. (5)
كما ورد في الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام قال: (إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين. قلت وأي شيء يكون الحدث؟ قال عصبية تكون بين الحرمين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً) (6)
هذه الاحداث تعطينا صورة للواقع الحجازي، حيث الاختلاف الحاصل بين افراد الاسرة الحاكمة، او ما سيجري بينهم وبين القبائل التي اصبحت تمد اعناقها الى الحكم، وذلك ما ورد في صحيحة يعقوب السراج (إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته). ففي تلك الاوضاع المتوترة في الحجاز، يقوم شخص ما بقتل خمسة عشر كبشاً، أو خمسة عشر كبشاً من العرب، أو خمسة عشر رجلاً.
الكبش: يعني السيد أو كبير القوم، والمراد هنا هم القادة السياسيين أو الأمنيين أو زعماء القبائل وما الى ذلك.
كما أن نص الروايات يحتمل أحد احتمالين:
1- أن يكون (فلان من ولد فلان ) يقتل خمسة عشر كبشاً أو خمسة عشر كبشاً من العرب، أو خمسة عشر رجلا، وذلك حسب اختلاف نصوص الروايات.
وذلك يعني أن أحد أمراء الأسرة الحاكمة، يقتل 15 رجلا من قيادات المجتمع.
2- أن يكون (فلان) يقتل من ولد فلان أو من آل فلان، خمسة عشر كبشاً.
أي أن شخصاً ما يقتل 15 رجلاً من الأسرة الحاكمة.
وهذا الحدث يحدث بين الحرمين، أي بين مكة والمدينة كما هو المتبادر من الرواية، ولعل المقصود بها مدينة جدة، والتي تعد العاصمة الاقتصادية للمملكة، وتعقد فيها المؤتمرات، حيث أن قتل ذلك العدد من القيادات، يشير الى اجتماع فيه أكثر من ذلك العدد بكثير.
كما إن ثمة أمور نستشفها من ذلك الحدث، وهي أن إختلاف بني فلان "حكام الحجاز" لابد أن يرافقه إختلاف الرايات السود "داعش وأخواتها" سيما أن تمويل تلك الجماعات الإرهابية معظمه يأتي من حكام السعودية، فإن إختلاف الأسرة الحاكمة، سيؤدي بالنتيجة الى أمرين:
1- إنقسام المجاميع الإرهابية الى قسمين، كل واحد منهما تموله جهة من جهات آل سعود المختلفة فيما بينها.
2- ان ذلك التمويل بحاجة الى رصد أموال طائلة، مما قد يحدو بالمملكة السعودية، الى رفع أسعار النفط، من أجل سد تلك المصروفات، وقد يكون ذلك الاجتماع المبرم في جدة بهذا الخصوص، وقد يكون لسبب آخر والله العالم.
بعد معرفة ذلك، فمن المحتمل أن يكون، حادث العصبية بين الحرمين، حادثاً إرهابياً، تقوم به جماعة إرهابية مدعومة من أحد أطراف النزاع داخل الأسرة الحاكمة، ضد الطرف الآخر منهم، وقد يكون إنقلاباً ضد الجهة الحاكمة من الأسرة، من قبل الجهة الأخرى. وقد يكون العمل موجهاً نحو ال 15 كبشاً من جهة مجهولة، لكن الحقيقة هي إحدى تلك الجهات التي تحدثنا عنها. وقد يكون ذلك الحدث، هو ما يؤدي الى حكم الأيام والشهور.
كما ورد في الرواية: (لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفا بني فلان، فإذا اختلفا كان عند ذلك فساد ملكهم) (7)
وعن أبي بصير: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى؟ فقال: نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني، ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجؤون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله). (8)
ومثله ما ورد عن ابي عبد الله عليه السلام قال (لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فاذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني) (9)
تحدثت الروايات الثلاث أعلاه، عن إختلاف سيف أو سيفا بني فلان، وفساد ملكهم أثر ذلك، وأختلاف السيوف يعني الإقتتال حتى يلجئ الناس، نازحين الى المدينة ومكة هرباً من الإقتتال! حتى أن الإقتتال يجري حتى في المشاعر المقدسة!
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: (يحج الناس معاً، ويعرفون (أي يقفون بعرفات) معاً على غير إمام، فبينا هم نزول بمنى يأخذهم مثل الكَلَبِ، فتثور القبائل فيما بينها حتى تسيل (جمرة) العقبة بالدماء، فيفزعون، ويلوذون بالكعبة) (10).
وعن سهل بن حوشب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامته نهب الحج وتكون ملحمة بمنى ويكثر فيها القتل وتسيل فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على (الجمرة)) (11).
كما ورد في الرواية عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا عَلَم، يتبرأ بعضكم من بعض، فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين وإمارة من أول النهار، وقتل وخلع آخر النهار. (12)
هذه الرواية تتحدث عن نهاية التمييز والتمحيص والغربلة، والتي عند نهايتها يكون الظهور الشريف كما نصت الروايات. مما يعني أنها تتحدث عن أحداث آخر الزمان، أي أحداث الظهور الشريف، وتكون نهايتها بحدث اختلاف السيفين، وهما ناحيتان من جهة واحدة، فيحدث حينئذ تنصيب ملك، وقتله وخلعه في نفس اليوم.
إذن فالروايات أعلاه تحدثت عن إختلاف آل فلان فيما بينهم، وينجم عن ذلك عصبية بين الحرمين، وسفك دماء، والرواية الأخيرة تحدثت عن تنصيب ملك في أول النهار، وقتله وخلعه في اليوم ذاته، مما يبين مدى الخلاف بين الأسرة الحاكمة، حيث ينصب أحد ملوكهم ويقتل في نفس اليوم، ولفظ الخلع (وقتل وخلع آخر النهار) يدل على أن القاتل من نفس الأسرة الحاكمة!
كما ورد في الرواية عن ابن أبي يعفور قال: قال لي أبو عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام): (أمسك بيدك: هلاك الفلاني، وخروج السفياني، وقتل النفس. إلى أن قال: الفرج كله عند هلاك الفلاني). (13)
أي ان تمهيد الارض للظهور الشريف، والمعبر عنه بالفرج كله، متوقف على هلاك ذلك الشخص، ونعته بالفلاني، قد يعني انه من آل فلان، ووفق المعطيات السابقة، بأن مكان ظهور الامام المهدي عج، واعلان بداية حركته سيكون في مكة، فلابد أن يكون ذلك الشخص هو حاكم الحجاز، سيما أن هلاكه قرن بعلامتي خروج السفياني، وقتل النفس، والمقصود بها النفس الزكية، وحيث أن السفياني يرسل جيشاً الى الحجاز، ومقتل النفس الزكية في الحجاز، فالهالك هو ملك الحجاز.
----------------------
(1) الحديث صحيح كما ورد في كتاب علامات الظهور للمحقق الشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص166
(2) الكافي: ج 8 ص 224 -225 ح 258
(3) (كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص310).
(4) قرب الإسناد/164
(5) الإرشاد/360 ومثله الخرائج:3/1170، وغيبة الطوسي/272
(6) البحار:52/210
(7) البحار 52/271 وعنه الخرائج:3/1164، والبحار:52/210
(8) .. وفي النعماني/172 وكشف الغمة:3/319، عن إعلام الورى، وإثبات الهداة:3/526، والبحار:52/156، عن النعماني، ومثله دلائل الإمامة/293، وإعلام الورى/416، عن كتاب المشيخة لابن محبوب، وفيه: نعم يا أبا بصير إحداهما أطول من الأخرى ثم لا يكون ذلك يعني ظهوره حتى يختلف ولد فلان.
(9) الكافي 8: 209: ح254
(10) الممهدون للمهدي ص60، يوم الخلاص ص570
(11) منتخب الأثر ص451، بشارة الإسلام ص34، يوم ا لخلاص ص532، بيان الأئمة ج1 ص433 وج2 ص355
(12) كمال الدين ج 2 ص 348 وفي الإمامة والتبصرة ص 130
(13) (البحار:52/234)
موت عبد الله وأختلاف بني العباس وبني فلان

موت عبد الله وأختلاف بني العباس وبني فلان Jond313 on 9:57:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.