Top Ad unit 728 × 90

السفياني في النجف الأشرف

السفياني في النجف الأشرف:

على إثر إسقاط جيش السفياني للحكومة العراقية، يخرج رجل من النجف الأشرف تسميه إحدى الروايات (علي) حيث يتخذ ذلك الرجل موقفاً صارماً من الاحتلال السفياني، فيبعث له السفياني فوجاً عسكريا فيقتله.
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (لابد لبني فلن أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى ال
كوفة كفرسي رهان: هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً). (1)

بني فلان هم النواصب، إذ يحكمون في المنطقة الغربية من العراق، فيختلفون فيما بينهم فيخرج عليهم السفياني من سوريا، والخراساني من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واليماني من أهل العراق لذلك لم تذكر الرواية خروج اليماني، والا فالثابت خروج الثلاثة معاً. كما تشير الرواية الى وجود تحالف بين السفياني والخراساني واليماني، وموضوع التحالف هو قتال العدو المشترك (النواصب) إلا أن السفياني يغدر بحلفائه عندما يصل مشارف بغداد، فيفزع اليماني والخراساني الى النجف الأشرف لحمايتها، إلا أن السفياني يسبقهما. والرواية التالية تتحدث عن الحلف الثلاثي بصورة واضحة:
عن الصادق عليه السلام قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم) (2)

كما وردت العديد من الروايات التي تتحدث عن أرسال السفياني جيشاً الى الكوفة منها: ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (ويبعث مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة. وينزلون الروحاء والفاروق، فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة). (3)
وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم) (4)

تتحدث الروايتان أعلاه عن عدد جيش السفياني المرسل الى النجف الأشرف، حيث يتراوح ما بين ستين الى سبعين الفاً، كما تشير الرواية الى حدوث معارك للسفياني في النجف، حيث تحدث حالات قتل وإعدام وسبي، وهي أحداث جزئية حيث وردت أدات (من) التبعيضية والتي تشير الى ان من يتعرض الى تلك الأفعال هم فقط من يتصدى للسفياني. كما أن مما يبدو أن أؤلئك الخارجين على السفياني من أهل النجف، إنما خروجهم غضباً وثأراً لمقتل ذلك المرجع (علي) ويبدو أنهم من مناطق القادسية والمشخاب كما سنبينه لاحقاً.

وفي الرواية: (يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام، ويقتل من أهلها ستين ألفاً، ثم يمكث فيها ثمانية عشرة ليلة. وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون. ويخرج قوم من السواد الكوفة ليس معهم سلاح إلا قليل منهم، ومنهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون مافي أيديهم من سبي الكوفة. وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي). (5)

تتحدث الرواية عن أحداث جيش السفياني في النجف الأشرف، حيث يستبيح المدينة ثلاثة أيام، ويحدث فيها مجزرة بقتله ستين الفاً، كما تشير الرواية الى أمر في غاية الأهمية الا وهو إنسحاب جيش السفياني من النجف عند مجيء جيش الخراساني، مما يعني ذلك أن مدينة النجف هي آخر موضع يصل اليه جيش السفياني ولا يتعداه الى بقية محافظات العراق الجنوبية والتي ستكون بمأمن منه. ومدة بقاء جيش السفياني في مدينة النجف الأشرف ثمانية عشر يوماً فقط.

لماذا يذهب جيش السفياني الى النجف الأشرف؟!
ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (كأني بالسفياني(أو بصاحب السفياني) قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه: من جاء برأس(من) شيعة علي فله ألف درهم . فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما إن إمارتكم لا تكون يومئذ إلا لأولاد البغايا. وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قلت: ومن صاحب البرقع؟فقال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا . أما إنه لا يكون إلا ابن بغي) (6)

(في ظاهر هذه الرواية نجد غرابة كبيرة في وجود الجار الذي يثب على الجار في الكوفة أو النجف ويأخذه ويسلمه الى جيش السفياني بدعوى أنه من شيعة الامام علي عليه السلام، إذ ان هذه المناطق مقفلة بشكل تام لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام، ولا يمكن تصور وجود تغير ديموغرافي ساحق يؤدي بالأمور الى ان تصل الى هذه الصورة، بينما ظاهر الرواية يشير الى وجود تمايز بين من يدعي التشيع لعلي ومن هو على خلاف ذلك. وأغلب الظن أن "علياً" المشار اليه في هذه الرواية لا يراد منه نفس أمير المؤمنين عليه السلام، وإنما هي تشخص رجلاً إسمه (علي) يتخذ موقفاً من السفياني وجرائمه في بغداد وما قبلها، ويكون مقره في منطقة الكوفة، فيستفز الخبيث بسبب هذا الموقف، مما يجعل إقبال السفياني سريعاً الى الكوفة، لينتقم منه ومن أتباعه..
ولعل علياً هذا هو ما أشارت اليه رواية عمار بن ياسر: ثم يسير الى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه واله ويقتل رجلا من مسميهم. المسمى من القوم المشهور والمتقدم فيهم، وحصر القتل في أعوان آل محمد صلوات الله عليهم ربما يوحي الى أن الرجل المطلوب له سمة المقام الديني لا السياسي، بصورة يتم وصف أتباعه بأنهم أعواناً لآل محمد صلوات الله عليهم.
وربما يساعد على كل ذلك الحديث عن وجود صاحب البرقع الذي يدل على هؤلاء الاعوان، وهذا الملثم الخائن ما كان بحاجة الى اللثام إلا ليتخفى، والغمز برجل رجل، إلا لأن مطلوب السفياني جهة خاصة من شيعة النجف لا عمومهم) (7)

إذن يتضح وجود رجل من كبار علماء الشيعة ولعله المرجع الأعلى وإسمه علي، حيث يتخذ ذلك المرجع موقفاً من الاحتلال السفياني، فيبعث له السفياني جيشاً فيقتله، ويرصد جوائزاً لمن يجلب له من أنصار علي، كما يقوم ببث جواسيس من الشيعة للعثور عليهم, وعلى أثر قتل جيش السفياني (علياً) تثور عشائر المشخاب والقادسية على جيش السفياني فيقتل ستين الفاً منهم.

ورد في الرواية عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فان القتل بها والفتنة، قلت: إلى أي البلاد؟ فقال: إلى مكة، فانها خير بلاد يهرب الناس إليها، قلت: فالكوفة؟ قال: الكوفة ماذا يلقون؟ يقتل الرجال إلا شامي ولكن الويل لمن كان في أطرافها، ماذا يمر عليهم من أذى بهم، وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالا من يعبر الفرات، ومن لايكون شاهدا بها، قال: فما ترى في سكان سوادها؟ فقال بيده يعني لا. ثم قال: الخروج منها خير من المقام فيها، قلت: كم يكون ذلك؟ قال: ساعة واحدة من نهار. (8)

تتحدث الرواية عن أحداث الشام، وتعرض الكوفة الى خطر الشاميين، أي جيش السفياني، وتخبرنا الرواية عن أمر مهم الا وهو أن على الرجال أن يعبروا الفرات بإتجاه الديوانية ليتخلصوا من السفياني. كما أن مدة الخطر على الشيعة (ساعة من نهار) مما يعني أنها حرب خاطفة. كذلك فإنها تحدث في أطراف الكوفة من ناحية الديوانية، مما يعني أن المقصود هم أهل مناطق قادسية النجف والمشخاب، وهم الذين يقتل السفياني منهم ستون الفاً.
ومن الجماعات المسلحة التي تخرج على السفياني، جماعة أبن الشيخ، وعلى ما يبدو من دلالات (إبن الشيخ) إنه إبن أحد المراجع وأبوه شيخ، أي ليس من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ففي الرواية:
عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل أنه قال: لا يكون ذلك حتى يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة، ولا يكون حتى يخرج من ولد الشيخ، فيسير حتى يقتل ببطن النجف، فوالله كأني أنظر إلى رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلى حائط من حيطان النجف، يوم الاثنين، ويستشهد يوم الاربعاء. (9)

وتصفه رواية أخرى بأنه من الموالي، أي أنه أعجمي وليس عربي:
عن الباقر عليه السلام في حديث: (ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة). (10)
عند مجيء رايات الخراساني واليماني، ينهزم جيش السفياني، ويتم القضاء على جيشه على مسيرة ليلتين من النجف، أي في منطقة اللطيفية على وجه التقريب.

وهكذا تنتهي قصة عدو جديد إسمه السفياني, حيث يسحق جيشه تحت أقدام المجاهدين, ويتنجز تمهيد أرض العراق لإستقبال القائد المفدى عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ترقبوا .... الموقف الإيماني المعنوي للمؤمنين من السفياني.

-----------------------
(1) (البحار:52/231)
(2) بشارة الإسلام ص 93 عن غيبة النعماني
(3) (البحار:52/273).
(4) (البحار:52/238).
(5) مخطوطة ابن حماد ص84
(6) (البحار:52/215).
(7) علامات الظهور للشيخ جلال الدين الصغير: ج2 ص268

(8) بحار الأنوار52: 271
(9) بحار الأنوار52: 271
(10) غيبة النعماني
السفياني في النجف الأشرف

السفياني في النجف الأشرف Jond313 on 6:56:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.