Top Ad unit 728 × 90

ظهور مفهوم السفياني لدى كلب

ظهور مفهوم السفياني لدى كلب:---------------------------------------------

الثورات الكلبية خلال العصر العباسي الأول:

وهو ما نستطيع تسميته بـ (الصراع الكلبي العباسي)، ويتجلى هذا الصراع من خلال دعم الكلبيين للثورات السفيانية المناهضة لبني العباس.

فبعد القضاء على بني أمية من قبل بني العباس، عاد آل أبي سفيان للظهور من جديد من خلال بوابة أخوالهم (بني كلب) حتى أصبح آل أبي سفيان مخلّصي بني كلب، ووصل الأمر بهم أن يسمون السفياني منهم بـ (السفياني المنتظر، والسفياني مهدي الأمة)!

كان أول ظهور للسفياني المنتظر [كما أسمته كلب] في بلاد الشام مع بداية الخلافة العباسية، وذلك من خلال الثورة التي قام بها أهل قنسرين بزعامة ابن الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي.

ويُرجع المؤرخون أسباب هذه الثورة إلى إساءة بعض قادة عبد الله بن علي [العباسي] إلى أبناء مسلمة بن عبد الملك [الأموي]، الأمر الذي أثار كلب قنسرين ضد العباسيين.

والحقيقة أنها لا تعدو كونها محاولة من محاولات الاسترجاع الأموية لحكمهم السالف، وقد انضم إليها كلب حمص وتدمر في حوالي أربعين ألفاً بزعامة أبي محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأعلن الثائرون أن أبا محمد زياد هو (السفياني المنتظر).

وفي هذه الثورة تحالف الكلبيين مع القيسيين؛ وهي أول مرة تتحد فيها كلب وقيس معاً، وهو نوع من الأسى والحزن العربي على ما كان لتلك القبائل من سلطة ونفوذ أيام بني أمية مقارنةً بالعصر العباسي الذي استبعدوا فيه.
وعلى الرغم من تلك الأعداد الهائلة التي انضمت إلى تلك الثورة؛ إلا أنها فشلت، حيث استطاع الجيش العباسي أن يهزم أهل الشام في مرج الأخرم [بنواحي سلمية] ويتمكن من قتل أبو الورد مع خمس مئة من أهل بيته وقومه. فهرب أبو محمد السفياني ومن معه من بني كلب إلى تدمر، ثم لحق أبو محمد بأرض الحجاز، وهناك عرف مكانه زياد بن عبيد الله الحارثي [عامل أبو جعفر المنصور] فقتله.

ويرجع فشل هذه الثورة إلى أن العباسيين كانوا – في ذلك الوقت- قد سيطروا على معظم بلاد الشام وانتشرت جنودهم هناك، مما سهل عليهم القضاء على أي ثورة تقوم ضدهم.
وما كاد الجيش العباسي ينتهي من ثورة أهل قنسرين وأتباعهم من بني كلب حتى قامت ثورة سفياني آخر: هو العباس بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان، الذي كانت ثورته في حلب.
ولم تذكر المصادر- التي اطلعت عليها- سبباً واضحاُ لهذه الثورة، لكن من اسمها يتبين لنا أنها ثورة أموية تهدف إلى عودة الحكم السالف، ولكن هذه الثورة كسابقتها لم تنجح، فقد سار إلى هذا الثائر السفياني في وقت واحد عبيد الله بن علي من دمشق، ومقاتل بن حكيم العكي من الرقة، حيث أرسله أبو جعفر المنصور، فهَزم العكي السفيانيَ، قبل أن يصل إليه عبد الله بن علي وجيشه.

ويبدو أن بني كلب لم ييأسوا من البحث عن ذلك السفياني الذي- يعتقدون أنه- سيعيد إليهم مجدهم الضائع، حتى أصبح ذلك السفياني أسطورة بني كلب في ذلك الوقت.
فبعد مرور فترة من الزمن ظهر في عهد الخليفة الأمين العباسي (193- 198هـ) أحد السفيانيين سنة (195هـ/ 810م) ويدعى علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية، ويلقب بـ ( أبي العميطر ) وكان دائماً يفتخر قائلاً: " أنا ابن شيخي صفين "، يعني علياً ومعاوية، إذ أنه كان يُنسب لبني أمية من جهة أبيه، ولآل علي بن أبي طالب من جهة أمه.
استغل أبوالعميطر فرصة انشغال الخليفة الأمين بحربه مع أخيه المأمون، فدعا لنفسه بالخلافة، وسُمي بالخليفة، وكان عمره في ذلك الوقت تسعين عاماً، وكان أغلب من معه هم من بني كلب الذين دعوا الناس في أسواق دمشق قائلين: " قوموا بايعوا مهدي الله. "
أما القيسية فقد وقفوا منه موقفاً عدائياً، فكان نتيجة هذا الموقف: نهب دورهم وحرقها، وقتل عدد كبير منهم.
وقد قوي أمر ثورة أبي العميطر في بلاد الشام، وأعانه في ثورته الخطاب بن وجه الفلس (مولى بني أمية)، الذي تغلب على صيدا وبايعه أهل حمص وقنسرين وكل أهل السواحل عدا القيسية منهم.

وكان الهدف الأول لهذه الثورة: هو القضاء على حكم العباسيين في بلاد الشام، ومما يؤكد ذلك لنا ما قام به أبو العميطر تجاه عامل الخليفة الأمين العباسي بدمشق وهو (سليمان بن أبي جعفر المنصور)، حيث طرده من الشام كله.

وهدفها الثاني: هو القضاء على أي معارضة من جانب عرب الشام وخاصة القيسيين.
يتضح لنا ذلك من خلال الكتاب الذي أرسله أبو العميطر إلى محمد بن صالح بن بيهس الكلابي (القيسي) يدعوه فيه إلى طاعته، لكنه لم يفعل، مما جعل أبي العميطر يخرج إلى قرية الحرجلة القيسية ويقتل من بها من بني سليم، ويقوم بنهبها وسلبها. فما كان من قيسيي دمشق إلا أن اجتمعوا على ابن بيهس الكلابي وهاجموا جيش أبي العميطر الذي كان يقوده يزيد بن هشام في اثني عشر ألفاً، فهزموه.
وبذلك قوي أمر ابن بيهس (القيسي) وضعف أمر أبو العميطر (السفياني) هو ومن معه من بني كلب وحُصر بدمشق لفترة، ثم لم يلبث أن انضم إليه جمع من أهل الشام الذين دخل بهم الحرب – مرة أخرى- ضد ابن بيهس وأتباعه من القيسية، فاشتبك جيش أبي العميطر مرتين مع جيش ابن بيهس، كانت نتيجتهما انتصار القيسية فيهما واستيلائهم على بلاد الشام.

وعندما اشتد الصراع بين الأمين والمأمون حول الخلافة، أرسل الأمين عبد الملك بن صالح إلى الشام والجزيرة والياً عليهما سنة (196هـ/ 811م)، وكلفه بتكوين جيش من عرب الشام ليحاربوا معه المأمون الذي كان يكره عرب الشام (فهو فارسي النزعة)، فانضم إلى هذا الجيش بعض بني كلب من الذين وقعوا في خلاف مع أبي العميطر الذي أساء معاملتهم، ولكن هذا الجيش الذي كان يتكون من العرب والخراسانيين لم يكن متماسكاً بالشكل الذي يُعتمد عليه، فقد كان يتكون من جنسيات مختلفة، ولهذا فسرعان ما وقع الخلاف بين العرب والخراسانيين، مما أدى إلى عودة بني كلب إلى بلادهم وهم نادمون على مناصرتهم لبني العباس.
يدلنا على ذلك قول رجل منهم وهو ينادي عشيرته للانسحاب من جيش العباسيين: " يا معشر كلب، إنها الراية السوداء، والله ما ولت ولا عدلت، ولا ذلَّ ناصرها ولا ضعف وليُّها، وإنكم لتعرفون مواقع سيوف أهل خراسان في رقابكم، وآثار أسنتهم في صدوركم، فاعتزلوا الشر قبل أن يعظم.

وفي عهد الخليفة المأمون (198هـ- 218هـ) قامت فتنة جديدة لرجل من بني أمية يدعى (سعيد بن خالد الأموي)، الذي كان يقيم في قرية الغدين بحوران، وقد ادعى هذا الأموي الخلافة وتعصبت له بنو كلب، وكان هدفها هو محاربة الخلافة العباسية والقضاء عليها من أجل عودة الحكم الأموي، لكنه لم يُقدر لهذه الثورة النجاح، فقد أرسل لها ابن بيهس أخاه يحيى بن صالح للقضاء عليها، والذي استطاع تشتيتهم وتفريق شملهم.

أما في عهد الخليفة المعتصم العباسي (218هـ- 227هـ) فقد قامت ثورة أموية أخرى ضد الخلافة العباسية وسياستها، حيث أثار الخليفة المعتصم عرب الشام بإدخاله عنصر الترك في الجيش العباسي واستبعاده العرب من ذلك، حيث أرسل عدداً منهم إلى الشام كولاة وقادة له هناك، فثار سنة (226هـ/840م)، وقيل: (227هـ/841) أبو حرب اليماني في فلسطين، ولُقِّب بـ ( المبرقع ) ؛ لأنه كان دائماً متلثم..

وتُرجع الروايات التاريخية سبب ثورته تلك إلى اعتداء أحد جنود الخلافة العباسية على أهل بيته، فخرج هذا الرجل إلى جبال الأردن هارباً بعد أن قَتَلَ ذلك الجندي العباسي.
فزعم أنه من بني أمية، وأظهر الزهد والورع فاستجاب له جماعة من رؤساء كلب دُومة الجندل واليمانية، الذين لقبوا أبو حرب بـ ( السفياني )، وانضمت له أعداد كبيرة من كلب الشام فقوي أمره واستولى على الشام، فلما أرسل إليه الخليفة المعتصم العباسي قائده رجاء بن أيوب الحضاري من أجل محاربته وإنهاء أمره، وجده في عدد كبير من الأتباع، فلم يدخل معه في حرب.

وعندما تولى الخلافة الخليفة الواثق العباسي (227-232هـ) اشتد أمر هذا السفياني، فخشي الخليفة الواثق من استفحال أمره، فأرسل إليه – مرة أخرى – رجاء بن أيوب في جيش استطاع به إخماد هذه الثورة وأسر أبي حرب، الذي حمله معه إلى الخليفة الواثق في سامراء.
وكان السبب في فشل تلك الثورات- الكلبية الأموية- عائدٌ إلى أن العباسيين كانوا في أوج قوتهم أما الأمويون وأتباعهم من بني كلب، فكانوا في فترات ضعفهم وقلة عددهم وتمزقهم.
هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا في صراع دائم مع القيسية، فزاد ذلك من ضعفهم.

بعد هذا السرد لتاريخ قبيلة كلب وصراعها مع قبيلة قيس وتبيان مفهوم السفياني في الاحداث التاريخية يتبين لنا ان السفياني كلبي الانتماء القبلي وسفياني النسب وذلك لعدم وجود إمتداد طبيعي لأسرة آل أبي سفيان.
بني كلب
إضافة تسمية توضيحية
ظهور مفهوم السفياني لدى كلب Jond313 on 9:43:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.