هذا هو السفياني
هذا هو السفياني:
ثمة عدة إشارات الى شخص السفياني، ضمّنها أهل البيت عليهم السلام في مروياتهم وقد تمكنا من التوصل الى تسعة منها نوردها لكم:
1- رمزية السفياني كما في الرواية: (عثمان وابوه عنبسة)
----------------------
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري. إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها). (1).
اما كون اسمه عثمان:
ان أشهر شخصية تاريخية معروفة بإسم عثمان، هو عثمان بن عفان الخليفة الثالث، فقد تكون فيه اشارة الى ان السفياني هو ثالث حاكم من اسرة حاكمة، او ثالث حكام حكموا سوريا على نمط حكم معين. مما يعني وجود حاكمين سفيانيين قبله ويعضد هذا الاحتمال الرواية: قال ابن المنادي: إن السفيانيين ثلاثة ... الى ان قال: ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي ... فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنقذ الله به أهل الايمان ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة. (2)
وفي فتن ابن حماد عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : وَفِي وِلايَةِ السُّفْيَانِيِّ الثَّانِي وَخُرُوجِهِ عَلامَةٌ تُرَى فِي السَّمَاءِ. (3)
وعن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم أنه قد خرب ما يليهم. (4)
اي في زمن حكم السفياني الثاني تكون الهدة فيكون الحاكم الاصهب هو السفياني الثاني والسفياني الثالث هو السفياني الموعود.
عنبسة:
العنبس من اسماء الاسد وإذا خصصت باسم قلت: عنبسة
وهذا يعني ان لقب السفياني او اسم ابيه (الأسد) والمرجح ان يكون اسم الاسرة التي ينتسب اليها السفيانيون الثلاثة.
حيث أن السفياني لن يُعرف بهذا اللقب اي (السفياني) قبل ظهوره وكذلك بعد خروجه، وبالرغم من ان السفياني يعود نسبه الى آل ابي سفيان الا انه في الواقع، لا يوجد امتداد طبيعي لآل ابي سفيان في هذا العصر، لذا رجحنا ان يكون السفياني من كلب ظاهرا.
2- السفياني يرتبط بعلاقة مصاهرة مع عبد الله حاكم الحجاز في زمان الظهور المقدس.
--------------------------
عثمان بن عنبسة هو رجل من آل ابي سفيان، كان مرشحاً لخلافة معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان في الشام، الا انه رفض الخلافة بسبب خلاف آل مروان مع خاله عبد الله ابن الزبير لأنه كان يميل الى خاله ابن الزبير.
وهذه الرمزية تدل على وجود علاقة مصاهرة بين السفياني الموعود وبين حاكم الحجاز عبد الله صاحب ضمانة الامام الصادق عليه السلام.
3- السفياني رجل علماني ملحد:
---------------------------------
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار) (5)
يستفاد من الرواية عدة امور منها :
1- ان عبارة لم ير مكة ولا المدينة لم تأتي منفردة في سياق الكلام، وانما جاءت تحت عنوان خبث السفياني فكونه لم ير مكة ولا المدينة هو تصور لا ينفك عن خبثه.
2- لكون السفياني صهر عبد الله آل فلان ملك الحجاز يجعلنا نجزم بأن السفياني قد رأى مكة والمدينة او احدهما على اقل تقدير. فلابد انه حضر العيد لمعايدة الملك عبد الله وما الى ذلك من المناسبات.
3- ان تحديد مكة والمدينة في الرواية اشارة الى الاعمال العبادية في المدينتين المقدستين ويعضد هذا الرأي سبق العبارة ( لم ير مكة ولا المدينة قط ) بعبارة ( لم يعبد الله قط) اذن عبارة لم ير مكة ولا المدينة ) تعني انه بالرغم من كونه صهر الملك عبد الله، وبالرغم من زيارته لمكة والمدينة وتأديته للحج او العمرة، الا انه خبيث لم يزر مكة والمدينة رغبة منه ولم يؤدي الحج والعمرة رغبة بالعبادة لأنه لم يقصد عبادة الله قط.
وهذه العبارة ( لم ير مكة ولا المدينة ) اخبار لنا بمدى خبث السفياني الذي يؤدي الحج والعمرة صوريا من اجل الرياء السياسي، واثناء قيامه بتأدية تلك العبادات لا ينوي تأديتها قربة لله تعلى, لأنه ملحد.
اذن فالرواية تريد ان تخبرنا بمدى خبث السفياني، وكونه رجل علماني ملحد، وليس كونه رأى مكة والمدينة او لا.
4- للسفياني ثأر في سوريا:
-------------------
في الرواية آنفا : ( يقول -اي السفياني- يارب ثأري والنار يارب ثأري والنار).
هذه الرواية تخبر بأن للسفياني ثأر في سوريا، وهذا الثأر بطبيعة الحال يكون مع من اخرجه من سوريا وغمطه حقه او امتيازات كان يتمتع بها، وذلك الثأر لا ريب مع حاكم سوريا الاصهب، فيكون اندفاعه لاسقاط النظام الحاكم، واعتلاء منصة السلطة، مما يعني انه كان يتمتع بمنصب عالي في السلطة السورية قبل ان يقوم حاكم سوريا بأبعاده عن الحكم، وتجريده من صلاحياته، مما دعاه الى النزوح الى بلاد الروم، او ان الحاكم ذاته قام بنفيه اليها، فيعود لينتقم من حاكم سوريا.
5- السفياني من بني كلب :
------------
كون اخواله بني كلب يعني أن أمه كلبية، كذلك فإن أبيه ظاهراً من كلب، بيد أن نسب ابيه الحقيقي يعود الى ابي سفيان، مما يعني ان ابيه وبسبب المصاهرة مع كلب؛ اصبح منهم. كما لا يخفى وقوف اخوال السفياني من كلب معه في حركته ومعاركه كما دلت الروايات. والمهم في هذه الصفة هو معرفة ان السفياني من قبيلة بني كلب السورية.
6- وصف السفياني بالفاسق:
-------------------------
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم ..) (6)
لقد وصف السفياني في روايات اهل البيت عليهم السلام بالفاسق، وهذا الوصف لا ينطبق بطبيعة الحال على النواصب المعروفين اليوم بالوهابية، بل ان وصفهم أكبر من ذلك فالرواية آنفة الذكر (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ....) تخبرنا ان مشكلة السفياني مع المنتظرين لن تتمثل في كونه من النواصب المعروفين بالوهابية، فهو يقوم بالقضاء على الوهابية (عدوكم) وهو كما يعبر عنه اليوم بأنه (رجل علماني) وحتى لا نظلم العلمانيين، فأنه بالإضافة الى كونه علماني فهو طاغية.
7- قوم الاصهب هم ذاتهم قوم السفياني:
------------------------------------------
في الرواية: فأول ارض تخرب ارض الشام (ثم) يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه (تبعه) ثم يقتل الاصهب. (7)
تخبرنا هذه الرواية ان السفياني يقوم بتصفية الابقع واتباعه، ثم يقوم بقتل الاصهب، لكنه لا يقتل اتباع الأصهب، وتلك اشارة الى ان اتباع الاصهب هم أنفسهم اتباع السفياني، وهذا يؤكد ما توصلنا اليه انفا من ان الاصهب والسفياني من نفس القوم فكلاهما من قبيلة كلب وكلاهما من أسرة (عنبسة) كما تشير الرواية الى تعصب السفياني لقومه كلب.
8- السفياني كان قائدا كبيرا في الحكومة السورية:
-----------------------------------------------
عن محمد بن جعفر بن علي قال: (يخرج – السفياني - من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس. يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود ، يعرفون في لوائه النصر يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم احد الا انهزم. (8)
((مما يعني انه يأتي ولديه اتفاق مسبق مع هؤلاء السبعة ومن بينهم قائد كبير في الجيش واللواء المعقود هو اللواء الذي اديت له الطاعة والحديث عن الثلاثين ميلا اشارة لحجم القوة العسكرية التي تنصاع له والسبعة المشار اليهم هم القادة السياسيين او الاجتماعيين وليسوا مجرد اشخاص عاديين.
وهذه الرواية تؤكد ما تطرقنا اليه من انه كان قبل مجيئه الى الشام ضمن قادته ولكن لسبب ما ابعد عنها والا ما راينا هذا الاستعداد له من قبل هؤلاء القادة اذ من المعلوم ان ثم ما يدعوهم لكي يؤدوا الطاعة له وبالطريقة التي عرضت لها الرواية المتقدمة فاذ ما كانوا من القادة العسكريين الكبار فانه سيكون بموضع اعلى منهم بحيث يدينون له بالولاء وبهذه الطريقة التي يأتي بها قائد عسكري كبير هو المشار اليه بصاحب اللواء المعقود ليقدم له الولاء والطاعة.)) (9)
9- السفياني يملك كور الشام الخمس:
----------------------------------
في رواية عبد الله بن ابي منصور البجلي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني ؟ فقال: وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين فتوقعوا بعد ذلك الفرج. (10)
وفي رواية هشام بن سالم عن الامام الصادق عليه السلام قوله : (اذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة اشهر وزعم هشام ان الكور الخمس :دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب) غيبة النعماني : 316 ب18 ح13
((ان المقصود بالكور الخمس محافظات الشام وهي عين اجناد الشام في ذلك الوقت وتخرج منها محافظتي الحسكة ودير الزور الواقعة اساسا بيد الاتراك. ان قنسرين التاريخية هي حلب وحماة وادلب الحالية والمراد بالأردن هي مدينة درعا ومحيطها اذ ان من المسلم انها كانت تحسب تاريخيا على الاردن ضمن اقليم حوران. وبذا يكون المراد بفلسطين جزؤها من الاراضي السورية ولعل المقصود هو محافظة القنيطرة الحالية ومناطق الجنوب السوري)) (11)
ان هذه الكور الخمس هي المدن التي يستولي عليها السفياني ولا يعني انه لا يملك غيرها لأنه من الممكن ان تكون مواطن اخرى تحت سيطرته وهي الحاضنة له وهو لا يحتاج الى دخولها عنوة والاستيلاء عليها مثل مدينة اللاذقية ومناطق الساحل السوري والتي لم تذكر ضمن الكور الخمس فالسفياني لابد ان يتحرك من موضع يعتمد عليه في حركته ومنطقة اللاذقية ومحيطها فيها مضارب بني كلب.
(1) (البحار:52/205)
(2) موسوعة أحاديث الإمام المهدي ، - ص 382
(3) ص127 وقريب منها في ص186
(4) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 1 - ص 412
(5) (البحار:52/354)
(6) (البحار:52/141)
(7) الغيبة للنعماني ص149
(8) مخطوطة ابن حماد ص75
(9) كتاب علامات الظهور الشيخ جلال الدين الصغير ج2
(10) (كمال الدين وتمام النعمة : 651).
(11) علامات الظهور للشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص244
ثمة عدة إشارات الى شخص السفياني، ضمّنها أهل البيت عليهم السلام في مروياتهم وقد تمكنا من التوصل الى تسعة منها نوردها لكم:
1- رمزية السفياني كما في الرواية: (عثمان وابوه عنبسة)
----------------------
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري. إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها). (1).
اما كون اسمه عثمان:
ان أشهر شخصية تاريخية معروفة بإسم عثمان، هو عثمان بن عفان الخليفة الثالث، فقد تكون فيه اشارة الى ان السفياني هو ثالث حاكم من اسرة حاكمة، او ثالث حكام حكموا سوريا على نمط حكم معين. مما يعني وجود حاكمين سفيانيين قبله ويعضد هذا الاحتمال الرواية: قال ابن المنادي: إن السفيانيين ثلاثة ... الى ان قال: ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي ... فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنقذ الله به أهل الايمان ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة. (2)
وفي فتن ابن حماد عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : وَفِي وِلايَةِ السُّفْيَانِيِّ الثَّانِي وَخُرُوجِهِ عَلامَةٌ تُرَى فِي السَّمَاءِ. (3)
وعن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم أنه قد خرب ما يليهم. (4)
اي في زمن حكم السفياني الثاني تكون الهدة فيكون الحاكم الاصهب هو السفياني الثاني والسفياني الثالث هو السفياني الموعود.
عنبسة:
العنبس من اسماء الاسد وإذا خصصت باسم قلت: عنبسة
وهذا يعني ان لقب السفياني او اسم ابيه (الأسد) والمرجح ان يكون اسم الاسرة التي ينتسب اليها السفيانيون الثلاثة.
حيث أن السفياني لن يُعرف بهذا اللقب اي (السفياني) قبل ظهوره وكذلك بعد خروجه، وبالرغم من ان السفياني يعود نسبه الى آل ابي سفيان الا انه في الواقع، لا يوجد امتداد طبيعي لآل ابي سفيان في هذا العصر، لذا رجحنا ان يكون السفياني من كلب ظاهرا.
2- السفياني يرتبط بعلاقة مصاهرة مع عبد الله حاكم الحجاز في زمان الظهور المقدس.
--------------------------
عثمان بن عنبسة هو رجل من آل ابي سفيان، كان مرشحاً لخلافة معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان في الشام، الا انه رفض الخلافة بسبب خلاف آل مروان مع خاله عبد الله ابن الزبير لأنه كان يميل الى خاله ابن الزبير.
وهذه الرمزية تدل على وجود علاقة مصاهرة بين السفياني الموعود وبين حاكم الحجاز عبد الله صاحب ضمانة الامام الصادق عليه السلام.
3- السفياني رجل علماني ملحد:
---------------------------------
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار) (5)
يستفاد من الرواية عدة امور منها :
1- ان عبارة لم ير مكة ولا المدينة لم تأتي منفردة في سياق الكلام، وانما جاءت تحت عنوان خبث السفياني فكونه لم ير مكة ولا المدينة هو تصور لا ينفك عن خبثه.
2- لكون السفياني صهر عبد الله آل فلان ملك الحجاز يجعلنا نجزم بأن السفياني قد رأى مكة والمدينة او احدهما على اقل تقدير. فلابد انه حضر العيد لمعايدة الملك عبد الله وما الى ذلك من المناسبات.
3- ان تحديد مكة والمدينة في الرواية اشارة الى الاعمال العبادية في المدينتين المقدستين ويعضد هذا الرأي سبق العبارة ( لم ير مكة ولا المدينة قط ) بعبارة ( لم يعبد الله قط) اذن عبارة لم ير مكة ولا المدينة ) تعني انه بالرغم من كونه صهر الملك عبد الله، وبالرغم من زيارته لمكة والمدينة وتأديته للحج او العمرة، الا انه خبيث لم يزر مكة والمدينة رغبة منه ولم يؤدي الحج والعمرة رغبة بالعبادة لأنه لم يقصد عبادة الله قط.
وهذه العبارة ( لم ير مكة ولا المدينة ) اخبار لنا بمدى خبث السفياني الذي يؤدي الحج والعمرة صوريا من اجل الرياء السياسي، واثناء قيامه بتأدية تلك العبادات لا ينوي تأديتها قربة لله تعلى, لأنه ملحد.
اذن فالرواية تريد ان تخبرنا بمدى خبث السفياني، وكونه رجل علماني ملحد، وليس كونه رأى مكة والمدينة او لا.
4- للسفياني ثأر في سوريا:
-------------------
في الرواية آنفا : ( يقول -اي السفياني- يارب ثأري والنار يارب ثأري والنار).
هذه الرواية تخبر بأن للسفياني ثأر في سوريا، وهذا الثأر بطبيعة الحال يكون مع من اخرجه من سوريا وغمطه حقه او امتيازات كان يتمتع بها، وذلك الثأر لا ريب مع حاكم سوريا الاصهب، فيكون اندفاعه لاسقاط النظام الحاكم، واعتلاء منصة السلطة، مما يعني انه كان يتمتع بمنصب عالي في السلطة السورية قبل ان يقوم حاكم سوريا بأبعاده عن الحكم، وتجريده من صلاحياته، مما دعاه الى النزوح الى بلاد الروم، او ان الحاكم ذاته قام بنفيه اليها، فيعود لينتقم من حاكم سوريا.
5- السفياني من بني كلب :
------------
كون اخواله بني كلب يعني أن أمه كلبية، كذلك فإن أبيه ظاهراً من كلب، بيد أن نسب ابيه الحقيقي يعود الى ابي سفيان، مما يعني ان ابيه وبسبب المصاهرة مع كلب؛ اصبح منهم. كما لا يخفى وقوف اخوال السفياني من كلب معه في حركته ومعاركه كما دلت الروايات. والمهم في هذه الصفة هو معرفة ان السفياني من قبيلة بني كلب السورية.
6- وصف السفياني بالفاسق:
-------------------------
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم ..) (6)
لقد وصف السفياني في روايات اهل البيت عليهم السلام بالفاسق، وهذا الوصف لا ينطبق بطبيعة الحال على النواصب المعروفين اليوم بالوهابية، بل ان وصفهم أكبر من ذلك فالرواية آنفة الذكر (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ....) تخبرنا ان مشكلة السفياني مع المنتظرين لن تتمثل في كونه من النواصب المعروفين بالوهابية، فهو يقوم بالقضاء على الوهابية (عدوكم) وهو كما يعبر عنه اليوم بأنه (رجل علماني) وحتى لا نظلم العلمانيين، فأنه بالإضافة الى كونه علماني فهو طاغية.
7- قوم الاصهب هم ذاتهم قوم السفياني:
------------------------------------------
في الرواية: فأول ارض تخرب ارض الشام (ثم) يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه (تبعه) ثم يقتل الاصهب. (7)
تخبرنا هذه الرواية ان السفياني يقوم بتصفية الابقع واتباعه، ثم يقوم بقتل الاصهب، لكنه لا يقتل اتباع الأصهب، وتلك اشارة الى ان اتباع الاصهب هم أنفسهم اتباع السفياني، وهذا يؤكد ما توصلنا اليه انفا من ان الاصهب والسفياني من نفس القوم فكلاهما من قبيلة كلب وكلاهما من أسرة (عنبسة) كما تشير الرواية الى تعصب السفياني لقومه كلب.
8- السفياني كان قائدا كبيرا في الحكومة السورية:
-----------------------------------------------
عن محمد بن جعفر بن علي قال: (يخرج – السفياني - من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس. يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود ، يعرفون في لوائه النصر يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم احد الا انهزم. (8)
((مما يعني انه يأتي ولديه اتفاق مسبق مع هؤلاء السبعة ومن بينهم قائد كبير في الجيش واللواء المعقود هو اللواء الذي اديت له الطاعة والحديث عن الثلاثين ميلا اشارة لحجم القوة العسكرية التي تنصاع له والسبعة المشار اليهم هم القادة السياسيين او الاجتماعيين وليسوا مجرد اشخاص عاديين.
وهذه الرواية تؤكد ما تطرقنا اليه من انه كان قبل مجيئه الى الشام ضمن قادته ولكن لسبب ما ابعد عنها والا ما راينا هذا الاستعداد له من قبل هؤلاء القادة اذ من المعلوم ان ثم ما يدعوهم لكي يؤدوا الطاعة له وبالطريقة التي عرضت لها الرواية المتقدمة فاذ ما كانوا من القادة العسكريين الكبار فانه سيكون بموضع اعلى منهم بحيث يدينون له بالولاء وبهذه الطريقة التي يأتي بها قائد عسكري كبير هو المشار اليه بصاحب اللواء المعقود ليقدم له الولاء والطاعة.)) (9)
9- السفياني يملك كور الشام الخمس:
----------------------------------
في رواية عبد الله بن ابي منصور البجلي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني ؟ فقال: وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين فتوقعوا بعد ذلك الفرج. (10)
وفي رواية هشام بن سالم عن الامام الصادق عليه السلام قوله : (اذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة اشهر وزعم هشام ان الكور الخمس :دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب) غيبة النعماني : 316 ب18 ح13
((ان المقصود بالكور الخمس محافظات الشام وهي عين اجناد الشام في ذلك الوقت وتخرج منها محافظتي الحسكة ودير الزور الواقعة اساسا بيد الاتراك. ان قنسرين التاريخية هي حلب وحماة وادلب الحالية والمراد بالأردن هي مدينة درعا ومحيطها اذ ان من المسلم انها كانت تحسب تاريخيا على الاردن ضمن اقليم حوران. وبذا يكون المراد بفلسطين جزؤها من الاراضي السورية ولعل المقصود هو محافظة القنيطرة الحالية ومناطق الجنوب السوري)) (11)
ان هذه الكور الخمس هي المدن التي يستولي عليها السفياني ولا يعني انه لا يملك غيرها لأنه من الممكن ان تكون مواطن اخرى تحت سيطرته وهي الحاضنة له وهو لا يحتاج الى دخولها عنوة والاستيلاء عليها مثل مدينة اللاذقية ومناطق الساحل السوري والتي لم تذكر ضمن الكور الخمس فالسفياني لابد ان يتحرك من موضع يعتمد عليه في حركته ومنطقة اللاذقية ومحيطها فيها مضارب بني كلب.
(1) (البحار:52/205)
(2) موسوعة أحاديث الإمام المهدي ، - ص 382
(3) ص127 وقريب منها في ص186
(4) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 1 - ص 412
(5) (البحار:52/354)
(6) (البحار:52/141)
(7) الغيبة للنعماني ص149
(8) مخطوطة ابن حماد ص75
(9) كتاب علامات الظهور الشيخ جلال الدين الصغير ج2
(10) (كمال الدين وتمام النعمة : 651).
(11) علامات الظهور للشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص244
هذا هو السفياني
Jond313
on
10:08:00 ص
Jond313
on
10:08:00 ص
