Top Ad unit 728 × 90

الموقف الإيماني العملي من السفياني 1

الموقف الإيماني العملي من السفياني.----------------------------------------------

تحدثنا في البحث السابق عن الموقف الإيماني المعنوي من السفياني والذي انحصر في ثلاثة أمور رئيسية: 

1- انحصار خطر جيش السفياني في مناطق محدودة جدا. 
2- قصر الفترة الزمنية التي يمكثها جيش السفياني في المناطق الشيعية والتي قد لا تتعدى أياما معدودات. 
3-ورود الرايتان المنقذتان: راية اليماني وراية الخراساني. 

ينبغي ان يتم صياغة الموقف العملي للتخلص من خطر السفياني وفق المعطيات الواردة في الموقف المعنوي، سيما أن نفوس المؤمنين في ذلك الوقت عزيزة، كون الفترة ما بين وصول السفياني الى مناطق الشيعة في العراق وبين ظهور القائم عج لا تتعدى بعض الأشهر، فلا ينبغي التفريط بنفوس المؤمنين الا بقدر الضرورة في صد جيش السفياني، وإبقاء الرجال المؤمنين المجاهدين لنصرة القائم عج، لذا نجد أن توجيهات أهل البيت عليهم السلام رسمت لنا خريطة جيوسياسية –عسكرية، ووضعت لنا تكتيكات أمنية حذرت من التصدي لجيش السفياني في مناطق معينة وحثت على مواجهته في مناطق أخرى، كما أنها حذرت من أي موقف عسكري تجاه السفياني بمعزل عن رايتي اليماني والخراساني، لان تلك المواقف ستبوء بالفشل وسيتعرض المؤمنون الى القتل والإفناء بلا فائدة. 

إذن فالموقف العملي للمؤمنين المنتظرين من جيش السفياني يختلف تماما عن الموقف العملي من حرب النواصب السابقة لحرب السفياني، حيث أن النواصب لا يمتلكون الأسلحة الثقيلة والطائرات ويفتقرون الى التكتيكات الحاسمة سيما مع وجود حكومة قائمة في العراق آبان حرب النواصب، بخلاف حرب السفياني التي تكون الحكومة العراقية فيها قد سقطت على يد جيش السفياني ذاته. 

ما هو دور المنتظرين في موقفهم العملي من جيش السفياني: 

طرحت توجيهات أهل البيت عليهم السلام ثلاث خطوط عملية أساسية يختلف التعامل معها وفقا لطبيعة مكان المنتظرين، فمن هم في المنطقة الفلانية لهم وظيفة تختلف عمن هم في المنطقة الأخرى، ومن هم في العراق في وقت الأزمة في الكوفة لهم وظيفة غير وظيفة إخوتهم في أمكنة أخرى وهكذا .. وهذه الخطوط هي: 

1- الدعوة العامة للإلتحاق بمناطق آل محمد صلوات الله عليه وآله. 
2- موقف يخص مواقع الصدام المباشر مع جيش السفياني. 
3- نصرة رايات الهدى المنقذة لأهل الكوفة. 

اولاً: الدعوة العامة للإلتحاق بمناطق آل محمد صلوات الله عليه وآله.

(الروايات في هذا المجال عديدة، منها قول الإمام الصادق عليه السلام: السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا" (1) 

ومنها موثقة سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك. (2) 

وكموثقة الفضل بن يونس الكاتب وهو يروي موقف الإمام الصادق عليه السلام مع كتاب أبي مسلم الخراساني وردّه إياه فأخذ أصحاب الإمام الصادق صلوات الله عليه يتهامسون ويتسارّون فيما بينهم، وكأنهم كانوا يريدون الإمام بأبي وأمي أن يقبل ما عرضه عليه الخراساني ولا يرفضه فقال: أي شئ تسارون يا فضل؟ ان الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولا زالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله. ثم قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان، قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبوا الينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم. (3)

وكرواية يونس بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا خرج السفياني يبعث جيشاً الينا وجيشاً اليكم، فإذا كان كذلك فأتونا على كل صعب وذلول. (4) 
وكما في رواية محمد بن شريح أنه قال لجعفر بن محمد (عليهما السلام): جعلت فداك إني أخاف ألا أحج، فأعلمني شيئا إذا كان، أستريح إليه وأمد إليه عنقي، قال: السفياني إذا ملك الكور الخمس، يعنى الشام، فإذا ظهر على كور الشام فاقبلوا إلينا، قال: قلت له: في السلاح؟ قال: في السلاح، ثم قال: أما إن له شرة على المصرين، وعظمة على مكة والمدينة. (5) 
ومن ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام لأبي بكر الحضرمي: فإذا ظهر على الأكوار الخمس فأنفروا الى صاحبكم. (6)

(من الواضح أن الروايات تؤكد على الإقبال على مواقع نصرة أهل البيت عليهم السلام، والإقتراب من أراضي المعارك مع هذا الخبيث، والتهيؤ للدخول في المعارك، وهذا التهيؤ يتلازم معه كل ما يتعلق به من التدريب والتمرين على إستخدام مختلف الإمكانيات القتالية أو تلك التي تدخل في العمليات القتالية بصورة أو بأخرى، إذ لا معنى للإقبال الا من أجل النصرة، والمعركة التي ستكون ليست معركة سياسية وإنما هي معركة عسكرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى إذ تستخدم فيها الأسلحة وأدوات القتال بكل تفاصيلها وبكل مستلزماتها. 
والتبكير بالحضور الى ساحة الصراع ما يكفي للإنخراط في كل الأمور التي من شأنها أن تجعل الإنسان مستعداً للمعركة مع هذا الخبيث، إذ لا معنى للنفور الى الامام عج قبل تسعة أشهر من ظهوره وهي المدة المحددة ما بين ملك السفياني للكور الخمس وما بين ظهور الإمام بأبي وأمي، الا طلب الإستعداد والتهيؤ) (7) 

ولعل سائل يسأل: اين ستكون مواقع نصرة أهل البيت عليهم السلام؟ نقول:

(إن الإستعداد سيكون لما يأتي في المرحلة التي تعقب خروج السفياني الى الكوفة. وهذا الموقف متعلق بجميع المنتظرين في العالم، والدعوة صريحة الى نصرة رايتي الهدى: راية اليماني وراية الخراساني، وإن كان التأكيد على نصرة اليماني وتعريفه بأنه أهدى الرايات يعطي ساحته أولوية خاصة، وهذا التكليف مقرون بالإستطاعة والتمكن، حددت الروايات ثلاث مناطق رئيسية: 
فمن تمكن المكوث في بمكة أو بالقرب منها من أجل النصرة المباشرة للإمام الحجة عج، فهو مؤد للتكليف ولا ريب، ومن لم يستطع وكان في منطقة النصرة اليمانية أو تمكن من الوصول اليها فهو أيضاً يؤدي التكليف، ومن لم يتمكن من ذلك وكان في ساحة الإنتظار الخراسانية أو تمكن من المكوث فيها، فهو أيضا في دائرة التكليف والأصل فيها التفرغ للنصرة والاستعداد لها بشكل جدي وعملي، حتى وإن لم يتمكن من الوصول الى كل هذه المناطق) (8) 

القادم ... مواقع الصدام المباشر مع جيش السفياني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غيبة النعماني ص302
(2) الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 264
(3) الروضة ص 331
(4) غيبة النعماني 318 ب18 ح17
(5) الأصول الستة عشر: 67، أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.
(6) سرور اهل الايمان في علامات ظهور صاحب الزمان: 50
(7) كتاب علامات الظهور/ الشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص282 (8)المصدر السابق ص284 بتصرف.


الموقف الإيماني العملي من السفياني 1 Jond313 on 9:58:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.