الموقف من السفياني 3

الموقف الإيماني العملي في نصرة رايات الهدى المنقذة لأهل الكوفة:

الظهور الشريف يكون بعد خروج السفياني بثمانية عشر شهراً، لذا فإن قولهم عليهم السلام (إذا كان ذلك فإلينا) (فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك) (فإذا خرج السفياني فأجيبوا الينا) (فإذا كان كذلك فأتونا على كل صعب وذلول) يعني الى رايات الهدى التي تدافع عن الكيان الشيعي، وهما رايتا اليماني والخراساني.
(فيما يتعلق بنصرة الرايات المنقذة لأهل الكوفة، ولدينا هنا رايتان فحسب، الأولى هي راية اليماني ويأتي التأكيد عليها بشكل كبير، والثانية هي راية السيد الخراساني، ويتزعمها شعيب بن صالح، وهي الراية التي ستبايع الإمام صلوات الله عليه حال ظهوره، وهاتان الرايتان ستضطلعان بهزيمة نكراء للسفياني على مشارف بغداد بعد هروبه من الكوفة، وبالرغم من إختلاف الروايات في شأن من سيكتوي السفياني بناره، الا أن القدر المتيقن إن الرايتين وصفتا بالبأس الشديد، وبأسهما لا يقل عن بأس السفياني، وذلك وفقا لرواية أبي بصير، عن الإمام الباقر عليه السلام " خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز، يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم" (1)
وهما على أي حال سيضطلعان بمهمة ملاحقة جيش ابن آكلة الأكباد وتحرير ما يقع في يده من الغنائم والأسرى، وقد وصفت الروايات إن جيش السفياني عندئذ لا يعود منه مخبراً!) (2)
هكذا تنطوي الصفحة الأخيرة من مآسي العراقيين، بإندحار آخر محتل في التأريخ، وقد مهدت أرض العراق لإستقبال القائد المفدى عجل الله تعالى فرجه الشريف.
----------------------
(1) غيبة النعماني 264 ب14 ح13
(2) كتاب علامات الظهور /الشيخ الصغير ج2 ص288