الحرب العالمية الثالثة وصراعات الدول المتجاورة (الهند والسند)

لحرب العالمية الثالثة وصراعات الدول المتجاورة (الهند والسند)

---------------------------------------

في العالم عدة دول متجاورة، مختلفة فيما بينها في جوانب عدة، منها إقتصادية أو سياسية، وقد يصل الإختلاف حد الصراعات المسلحة، ومناشئ تلك الإختلافات متعددة، أشهرها الخلافات الأيديولوجية والصراعات حول مناطق جيوسياسية، أو أراض متنازع عليها بين دولتين أو أكثر، كما يحدث بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وخلافهما أيديولوجي، وكذلك ما يحدث بين الهند وباكستان، وأرمينيا وأذربيجان، وروسيا وأوكرانيا، وخلافاتهم حول الأراضي المتنازع عليها فيما بينهم.

أما في الجانب الروائي، فقد ورد في الحديث: عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (خراب السند من الهند وخراب الهند من الصيّن وخراب الصيّن من الرمل .. وخراب الزوراء من السفياني وخراب الروحاء من الخسف وخراب العراق من القحط) (1)

تشير الرواية الى حرب تحدث بين الهند والسند (باكستان)، ينتصر فيها الهنود، وحرب من جهة أخرى بين الصين والهنود ينتصر فيها الصينيون، أما الصين فبعد حربها مع الهند يكون خراب الصين من الرمل فتهلك الدول الثلاث، أما الزوراء والروحاء فهما منطقتان في بغداد، إذ تخرب الأولى والتي يبدو أنها منطقة الكرادة، على يد السفياني، وأما الروحاء فهي كما يبدو أنها منطقة الحكم، وتكون تلك الأحداث في زمان قحط يحدث في العراق.

وجاء في الرواية: (وغلبة الهند على السند، وغلبة الروم على الشام. وغلبة أهل أرمينية على أرمينية .. وصرخ الصارخ بالعراق .. ثم ذكر خروج القائم عليه السلام) (2)

أكدت الرواية على مسألة غلبة الهند على باكستان، كما تحدثت عن غلبة أهل أرمينية على أرمينية، ويبدو أن المقصود من غلبة أهل أرمينية، هو في نزاعها مع الأذربيجان حول إقليم كاراباخ المتنازع عليه، ويبدو والله العالم أن أحداث أرمينيا ستجري على غرار ما جرى في القرم، وذلك بإنضمام كاراباخ الى أرمينيا، كون إقليم كاراباخ ذو اغلبية أرمينية مطلقة، لذا عبرت الرواية بالقول (غلبة أهل أرمينية على أرمينية)

أما غلبة الروم على الشام، فلم تذكر الروايات دخول الروم الى أراضي الشام، فربما يكون المقصود بالغلبة الحرب غير المباشرة، من خلال دعمهم للسفياني الذي يستولي على حكم الشام، حيث أن مأوى السفياني في بلاد الروم، وذلك قبل مجيئه الى سورية، وفي عنقه بيعة للروم (عميل للغرب).

وتتحدث الرواية عن أحداث العراق، وربما المقصود بها أحداث السفياني، لأن العراق هو أول الدول التي تتعرض للخطر عقب الحرب العالمية، إذ أن السفياني سيكون خروجه رحمة لأهل الشام بما فيهم الشيعة، ونقمة على النواصب، حتى يصل مشارف بغداد، وتتعارض مصالحه السياسية والتوسعية مع الشيعة.

وقد تحدثت بعض الروايات عن طبيعة الحرب العالمية السابقة للظهور الشريف بالإجمال، وأشارت الى أنها ستكون على هيئة عدة حروب متفرقة:

فقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات فإذا استثارت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش. ويتخالف الترك والروم، وتكثر الحروب في الأرض) (3)

وما ورد في الرواية عن جابر الجعفي حيث قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: (يا جابر ألزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات اذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان .. وستقبل مارقة الروم حتى تنزل ألرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل ارض من ناحية المغرب فأول ارض تخرب هي الشام – يختلفون على ذلك ثلاث رايات هي راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني ..) (4)

وفي هذه الرواية إشارتان مهمتان هما:

1- اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب.
2- أول صراعات الحرب العالمية سيكون صراع الشام.

حيث أن الشام أول منطقة إختلف فيها الروم فيما بينهم، وهم الأمريكان والروس.

كما ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يختلف أهل الشرق وأهل الغرب، نعم وأهل القبلة. ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف. فلايزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء. فإذا نادى فالنفر النفر) (5)

خاتمة:

------

كنا قد تحدثنا في معرض توقعاتنا عن احداث عام 2019 عن نشوب حرب بين باكستان والهند وبالفعل كادت ان تنشب الحرب بعد ان حدثت اشتباكات فيما بين الدولتين واسقطت عدة طائرات حربية من الطرفين، لكن سرعان ما تدخلت روسيا والولايات المتحدة لإيقاف تلك الحرب، ولكن القرار الهندي الجديد باعتبار جزء كشمير الخاضع لسلطتها ارضا هندية لا يمكن له ان يمر مرور الكرام، حتى تتسنى الفرصة اللازمة وتندلع الحرب النووية بين البلدين، ان قبل الحرب العالمية او خلالها ومع رفع ايدي الدول العظمى بسبب الاقتتال فيما بينها.

إذ ان صراعات الدول المتجاورة غير متعلقة فقط بارادات حكومات تلك الدول، وانما بإرادات ومصالح الدول العظمى، لذا نلاحظ انه ما تكاد ان تندلع حرب بين دولتين حتى تتدخل الدول العظمى وتفض النزاع!

عن قتل ثلث وموت ثلث وبقاء ثلث، إنما هو حديث عن مقتل ثلث الناس، وبقاء ثلثين، إذ يموت ثلث على أثر مخلفات الحروب، حيث أن بعض الأمراض كالأيدز والإنفلاونزا الوبائية كادت أن تفتك بالعالم اليوم، وهو في أشد قوته ومنعته، فكيف به في أحداث الحروب العالمية وما يعقبها؟! وفي النهاية يبقى الثلث الأخير ممن ينجو من الحروب ومن لا يدخل فيها في الأصل، وهم سكان الشرق الأوسط.

كما أن ذلك كله لا يتعارض مع ما أشرنا اليه سابقاً، من كون الحرب العالمية تكون نتيجة إقتتال صنفين من العجم، فجميع هؤلاء هم أصناف من العجم متجاورة في البيئة الجغرافية، أو متصارعة في السيادة على العالم.

-----------------------

(1) أبو الفرج الجوزي/ كتاب روضة المشتاق.

(2) (البحار:41/319)

(3) (البحار:52/208)

(4) الشيخ المفيد، الاختصاص، طبعة إيران، 1379 هجرية، الصفحة 255.

(5) (البحار:52/235).