نار من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر

نار من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر

---------------------------------------

تحدثت احدى الروايات عن علامة من علامات ظهور الامام المهدي عج ووصفتها بأنها (نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر)
والمحشر هنا وفق ما اشارت اليه رواية أخرى في المنظومة الروائية هو (الشام) وقد يكون هنالك اكثر من محشر والمحشر الثاني المظنون به هو محشر الحرب العالمية الثالثة السابقة للظهور الشريف.
في مقابل تعدد المحشر فإن ثمة تعدد لنار عدن.

نار عدن الأولى:

نار الحرب والدمار من قبل ولد العباس:
-------------------------------------

وهي الحرب التي يشنها اليوم بن سلمان على اليمن وهي حرب هدفها اضعاف محور المقاومة الممهد لظهور القائم عج، وسمة خروجها من قعر عدن هو تركز الحرب على عدن، كون عدن عاصمة فرع محور المقاومة في اليمن والمتمثل بالحوثيين، وكما اشرنا مرارا فإن تلك الحرب سوف تتوقف او تحدث ثمة هدنة او اتفاقيات معينة تؤدي بالنتيجة الى تركز الصراع بين تحالف الشر ومحور المقاومة في سوريا، كون سوريا هي بؤرة الصراع الأخرى بجانب بؤرة اليمن.

البحث الروائي:

نار تخرج من عدن تحشر الناس
-------------------------------------
تحدثت الروايات الشريفة عن نار تخرج من عدن، ونار تخرج من الحجاز، النار الأولى قيل عنها أنها تحشر الناس، وفي رواية تحشر الناس الى الشام، ونار الحجاز وصفت بأنها يضاء لها أعناق الإبل ببصرى.
النار بالمفهوم المعاصر عندما تقترن بالسياسة، فإنها تعني الحرب والفتنة، ومن الناحية العسكرية تعني إستخدام السلاح، كما في عبارة (إطلاق النار) المستخدمة في المعارك.

فقد ورد في الحديث:
عن رسول الله صلى الله عليه واله، في ذكر أشراط الساعة قوله:
(نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس) (1)

وفي رواية أخرى:
(نار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل) (2)

وفي رواية:
(نار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر) (3)

وصفت الروايات أعلاه، ناراً تخرج من عدن (أي فتنة حرب) تحدث في عدن، أو في قعر عدن، والقعر هو المركز، وقد يكون إشارة الى العاصمة السياسية، حيث يكون حكم اليمن في عدن، ولكن الغريب في الأمر أن العاصمة السياسية لليمن هي صنعاء، فلابد من حصول أمر ما يستدعي تحول الحكم الى عدن! أو أن يكون المراد، إستراتيجية المدينة المتمثلة بوقوعها على شاطيء باب المندب.

ثم تحدثت الروايات عن أن النار التي تحدث في عدن، تسوق الناس الى المحشر، أي تقوم بتحويل أحداث الفتنة والحرب تجاه منطقة ما، تسميها الروايات (المحشر) وذكرت الروايات أن أرض المحشر هي الشام، كما سنبينه لاحقاً.

نار عدن نار ذكية:
--------------------
ورد في الرواية:
(نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، تقيل معهم حيث قالوا، وتريح معهم حيث راحوا) (4)

وفي الرواية:
(نار تخرج من قعر عدن أبين، تسوق الناس إلى المحشر، تنزل معهم إذا نزلوا، وتقيل معهم إذا قالوا) (5)

وفي الرواية:
(نار تخرج من قعر عدن أبين، تسوق الناس إلى المحشر، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا) (6)

وكذا ما ورد في الرواية:
(تخرج نار من قعر عدن تحيط بالناس، لا يتخلفها أحد، تسوقهم إلى أرض المحشر، فتقيم حتى يقضوا حوائجهم، ثم تحرك بهم فترحلهم) (7)

الروايات أعلاه تتحدث عن نار ذكية موجهة، إذا تخفّى الناس عنها تركتهم، وإذا برزوا لها أصابتهم، والحديث بيّن في وصف المعارك الحديثة، سيما القصف الجوي، فإن الطائرات إذا رصدت تجمعاً للمسلحين ضربتهم، وإذا تخفّى المسلحون في المناطق المدنية فإنها لن تستطيع إدراكهم، وقد عبرت الروايات عن ذلك بعبارات (تقيل معهم حيث قالوا، تنزل معهم إذا نزلوا، تبيت معهم إذا باتوا، تقيم حتى يقضوا حوائجهم، ثم تحرك بهم فترحلهم)

النار الثانية:

نار البراكين التحت أرضية:
--------------------------
وهذه النار تكون نتاج براكين متسببة من زلازل في قاع خليج عدن، وتلك الزلازل من النوع المتباعد الذي يسبب شرخا في القشرة الأرضية ويتم تعويض الشرخ بخروج كميات كبيرة من الصهارة من باطن الأرض، وكما أشرنا سابقا فإن هذه العملية تؤدي الى نقص في مناطق في باطن الأرض في الصفيحة العربية مما قد يؤدي الى ظاهرة الخسوفات الأرضية، وبما اننا نرتقب خسف حرستا فإن تلك الفعالية الزلزالية في قعر خليج عدن قد تؤدي الى خسف حرستا، مما يعني اننا ننتظر مجموعة زلازل تحدث في قاع خليج عدن اشبه بما حصل في اندونيسيا.

ويبقى ثمة توقع ثالث لنار اليمن، وهو ان ثمة حدث ما او معركة ما تحدث في عدن تؤدي الى توتر دولي كأن يكون استهداف لبارجات أمريكية في باب المندب او ناقلات نفط او ما شاكل ذلك، او حريق في آبار النفط او ما الى ذلك؛ وتؤدي تلك النار الى الحرب العالمية، وكلها احتمالات متوقعة والله تعالى العالم بحقيقة الأمور.

الشام هي أرض المحشر
-------------------------------
ورد في الرواية:
(فأما شرار الخلق فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا حتى تجمع الناس كلهم بالشام قبل قيام الساعة ((8)

شرار الناس المراد بهم الإرهابيين وجيوش دول الشر.

وكذا ما ورد في الرواية:
عن النبي محمد صلى الله عليه واله: (تخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس.. الحديث، وفيه: فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام)

إذن فالمحشر الذي تحدثت عنه الروايات آنفاً، ليس المحشر الى القيامة، وإنما هو محشر يخص المنطقة العربية، ولا يراد به محشر الموت، فالنار التي تحدثت عنها الروايات تسوق الناس وتجمعهم لا تقتلهم، كما أن الروايات تحدثت عن ان أرض المحشر هو الشام، والحديث عن الشام بضميمة أحداث علامات الظهور الشامية، هو الحديث عن أحداث سورية.

محشر الحرب العالمية الثالثة والسابقة للظهور الشريف:

اما المحشر الثاني المتوقع، فهو محشر الحرب العالمية الثالثة والسابقة للظهور الشريف، مما يعني ان توقف حرب اليمن متعلق بنشوب الحرب العالمية، او انها تؤدي الى الحرب العالمية لسبب ما.

نار الحجاز:
------------
ورد في الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله قوله: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) (9)

تحدثت الرواية عن فتنة وحرب تخرج من الحجاز، ولا تحدد الرواية وجهة الحرب، لكنها تشير الى مدى الحرب والذي يصل الى بصرى، وبصرى هي أحد مناطق جنوب سورية.

خاتمة:
--------
إذا ما جمعنا النارين على طاولة الفرض، تكون المعطيات كالتالي:

ثمة حرب تشنها الحجاز على اليمن، ويكون سبب الحرب هو خلاف على مدينة عدن، وتستمر الأحداث حتى أجل ما، ومن ثم تتوجه الحرب نحو سورية، فإذا صح ذلك الفرض وأنطبق على الأحداث الجارية اليوم في اليمن، فإن عاصفة الحزم سوف تتوقف عن اليمن، وتُشن على سورية، أو لعل أحداثاً كبيرة تجري في سورية، تجعل الأنظار تتجه نحوها، أو ثمة تغيرات إقليمية أو دولية تستدعي ذلك، فتتحول أرض الصراع بين اللاعبين الإقليميين الى سورية، بعد أن كانت في اليمن.
كما ان المحشر الآخر قد يكون هو الحرب العالمية الثالثة.

اما توقعنا لتوقيت نار عدن، فقد كنا قد توقعنا ان تكون علامة نار عدن هذا العام، أي عام ٢٠١٩ وهو امر متوقع جدا، لكن أي النارين ستكون؟

هل هي نار الحرب ام نار البراكين تحت الأرضية؟

في الواقع الروائي ليس هنالك أي قرينة تفصل بين الامرين او ترجح احدهما على الآخر، بل ان الواقع الخارجي يتحدث عن وقوع نار الحرب بالفعل، وكذلك يتحدث عن توفر ظروف البراكين تحت الأرضية والزلازل، ولا اشكال في تعدد النيران وتعدد المحشر، وكذلك قد يحصل الاثنان معا.
كما يتحدث الواقع الخارجي عن اقتراب تحقق الظاهرة الجديدة وهي (ظاهرة الخسوفات) بالرغم من ان العلم الحديث لم يكتشفها حتى هذه اللحظة، انما اكتشفناها نحن وندعي انها ستكون بالصورة التي أشرنا اليها، وحسب تحليلاتنا التوقيتية فإن زلازل خليج عدن ستكون اما في عام ٢٠١٩ او في عام ٢٠٢٠ وسيكون خسف حرستا في عام ٢٠٢٠ على وجه التقريب والله تعالى العالم بحقيقة الأمور.

------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: 4 / 2225، 2226
(2) مستدرك الحاكم – 8317.
(3) المعجم الكبير – 3029. ومثله في أبي داود – 4313، صحيح ابن حبان – 6843، مسند أحمد – 16144، مسند أحمد – 16143، مسند الحميدي – 827، مسند الطيالسي – 1163، سنن النسائي الكبرى - 11316.
(4) المعجم الكبير – 3028.
(5) المعجم الكبير - 3031.
(6) سنن ابن ماجه – 4055.
(7) المعجم الكبير - 3032. ومثله:المعجم الكبير – 3034، سنن الترمذي – 2183، مصنف ابن أبي شيبة – 38697.
(8) لطائف المعارف لابن رجب: ص90
(9) البخاري (خ7118) ومسلم (م2902) ومثله البداية والنهاية/ ابن كثير ج19 ص26