خسف وبركان وتسونامي اندونيسيا وعجز العلم الحديث

خسف وبركان وتسونامي اندونيسيا وعجز العلم الحديث
---------------------------------------------------
تحدثنا في توقعاتنا لعام 2019 ان ثمة ظاهرة جيولوجية جديدة سوف يعجز العلماء عن تفسيرها، ووصفناها بأنها ظاهرة الخسوفات الأرضية.
وكنا قبل ذلك تحدثنا في بحث مفصل عن هذه الظاهرة في معرض حديثنا عن خسف حرستا الموعود.

كما اننا نشرنا قبل أيام خبر حدوث خسف في دولة اندونيسيا، وحديثنا هنا سيكون عن حيثيات خسف وتسونامي اندونيسيا.
لماذا عجز علماء الجيولوجيا عن تفسير الكوارث الطبيعية التي حدثت مؤخرا في اندونيسيا؟!

ثمة عدة حيثيات في موضوع تلك الكوارث الطبيعية:
1- خسوفات ارضية.

2- براكين.

3- تسونامي.

4- هزات أرضية.

5- الفوالق الزلزالية وتأثيراتها.

حدثت هذه الكوارث الأربعة في وقت متزامن في منطقة كراكاتو والتي هي عبارة عن جزيرة تقع في المحيط الهندي بالقرب من العاصمة الاندنوسية جاكارتا، والخسف وقع في الجانب الجنوبي الغربي، أي من جهة فالق اندساس الصفيحة الأسترالية تحت الصفيحة الاوراسية.

تلك الكوارث الطبيعية حيرت علماء الجيولوجيا، فمنهم من قال ان الخسف نتج عن تكسرات في صخور القشرة الأرضية، وتلك التكسرات الصخرية ناتجة عن نفاذ المياه الى الصخور الكلسية مما أدى الى ذوبان تلك الصخور الكلسية، وبالتالي خلق فجوات أدت الى تكسر الصخور القشرية.

اما الهزات الأرضية فقد نتجت عن تكسر تلك الصخور واصطدامها مع بعضها.

بينما فند بعض آخر من علماء الجيولوجيا ان تكون أسباب التسونامي تكتونية، وعزو ذلك الى النشاط البركاني في منطقة كراكاتو.

ان ما حصل هو حدوث انهيار ارضي (خسف ارضي) تحت الماء في جانب من بركان كراكاتو، أدى الى حصول التسونامي، وهذا ما ذهب اليه بعض علماء الجيولوجيا وهو التفسير الصحيح على ما يبدو.
ان مناطق الفوالق المتقاربة والتي يحصل فيها اندساس لصفيحة تحت الأخرى، تؤدي الى حصول البراكين في المناطق الجبلية وحتى التي تحت الماء، نتيجة الضغط المتولد في باطن الأرض والناجم عن تكسر تلك الصخور وتراكمها، لكنها لا تؤدي الى زلازل الا في حالات محدودة، نعم قد تنجم هزات أرضية نتيجة حركة الصخور.

اما الخسوفات فتكون نتيجة حدوث فراغ في باطن الأرض ناجم عن خروج صهارة البركان، فتتتعرض المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية، وبمساعدة بعض العوامل الأخرى كالفيضانات والسيول، الى خسوفات أرضية.

وبالطبع فإن ظاهرة الخسوفات الأرضية هي ليست متزامنة مع تلك النشاطات الزلزالية والبركانية ابدا، والا لكانت ظاهرة مألوفة، وانما وكما يبدو لنا، ان ظاهرة الخسوفات تحدث كل بضعة آلاف من السنين، حيث ان حدوث البراكين والزلازل التي تؤدي الى خروج الصهارة الأرضية سواء من الجبال او تحت المسطحات المائية، وسواء من مناطق التقارب او التباعد للصفائح التكتونية، وبمرور آلاف السنين يؤدي الى حدوث خواء أرضي في بعض المناطق، في مستويات حرجة، تنشط فيه ظاهرة جديدة وهي ظاهرة الخسوفات الأرضية.

خسف حرستا:
-------------

بشأن خسف حرستا تحدثنا سابقا عنه من ناحية روائية وجيولوجية، وبينا ان الصفيحة العربية محاطة بفوالق متعددة الأنواع:

1- فالق تباعدي: من جهة الصفيحة الافريقية على طول البحر الأحمر وخليج عدن.

2- أربعة فوالق (فالق تقاربي يمتد من خليج عمان ويمتد بمحاذاة مضيق هرمز ويمر بعدة مدن في جنوب ووسط ايران، وفالق انزلاقي يمر ببعض مناطق ايران الغربية وبعض مناطق شمال العراق، وفالق انزلاقي يمتد من شرم الشيخ في مصر باتجاه خليج العقبة والبحر الميت ويتغير الى الصنف الرابع وهو العشوائي حتى مدينة حلب ليعود ليكون تباعدي بمحاذاة ادلب وحلب السوريتان، وفالق رابع يمتد في الأراضي التركية بمحاذاة شمال العراق وسوريا، بالإضافة الى فالق يمر في وسط البحر الأبيض المتوسط وبمحاذاة الساحل السوري واللبناني وهو من النوع الانزلاقي.

تلك الفوالق سيما التقاربية والتباعدية هي التي قد تتسبب في خسف حرستا، وبرصد النشاطات البركانية في المنطقة فإن عدة مناطق في تركيا، بالإضافة الى قاع خليج عدن وقاع البحر الأحمر، قد تتسبب نشاطاتها البركانية الناتجة عن حركة الصفائح التكتونية والمستمرة عبر الآلاف السنين الى خواء بعض المناطق في العراق وسوريا والجزيرة العربية ومناطق أخرى، ويساعد في ذلك كثرة الأمطار والسيول؛ مما يؤدي الى خسوفات أرضية متتابعة ومتعددة في فترة زمنية ما، والتي نخشى ونترقب ان تحدث في عصرنا الحالي وبالتحديد في منطقة حرستا والجابية، وربما في بغداد والبصرة وواسط ومناطق إيرانية مثل كرمانشاه والاهواز وغيرها من المناطق الإيرانية، والجزيرة العربية.

خاتمة:

المرحلة القادمة سوف تشهد كوارث طبيعية عديدة من زلازل وزلزلة وهزات أرضية وبراكين وخسوف متعددة.

وما حصل في اندونيسيا سوف يحصل ما يشابهه في المنطقة مستقبلا وربما يؤدي الى خسف حرستا.