Top Ad unit 728 × 90

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج٢)

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج٢)
-----------------------------------------
مقدمة:

استغربت كثيرا من خلال التعليقات التي وردت على الجزء الأول من المقال، حيث ان ما ركز في اذهان الكثير من الاخوة المعلقين نتيجة اطلاعهم على اخبار ومقالات وكتابات وتصريحات في مواقع الكترونية ومواقع تواصل اجتماعي وقنوات فضائية، وربما تأثروا بعنوان مقالنا أيضا؛ فنسبوا لنا في تعليقاتهم اننا قلنا بأن الحرب سوف تنشب بين الجمهورية الإسلامية والتحالف الصهيوامريكي – اعرابي!

بينما كان مقالنا يتحدث عن الابعاد الجيو استراتيجية للجمهورية الإسلامية والتي تمنع أي دولة في العالم سواء كانت الولايات المتحدة او غيرها من المساس بالجمهورية الإسلامية، فحينما تحدثنا عن القدرة العسكرية للجمهورية الإسلامية وعن أهمية الجمهورية الإسلامية بالنسبة للروس، وعن إمكانية الحاق الضرر بدول الخليج واغلاق مضيق هرمز وانهيار الاقتصاد الأمريكي؛ كل ذلك وما سنتحدث به في الجزء اللاحق يدل دلالة كبيرة على انه لن تكون هنالك أي حرب ضد الجمهورية الإسلامية، بل كما ذكرنا في السابق بأن ترامب سيعود ذليلا راكعا للجلوس الى طاولة المفاوضات. 

الكيان الصهيوني والرعب الإيراني:
---------------------------------
قبل ان تفكر الولايات المتحدة بأي شيء مما ذكرناه في الجزء الأول، عليها ان تفكر أولا في مصير الكيان الصهيوني، ما الذي سيحل به لو نشبت الحرب مع الجمهورية الإسلامية؟!
كيف سيكون الرد الإيراني من خلال صواريخ حماس الجديدة والتي دخلت حديثا ميدان المعركة وغيرت قواعد الاشتباك؟
بل كيف سيكون الرد الإيراني من خلال حزب الله؟
وهل ستسع الدنيا بما رحبت الشعب الصهيوني؟
هل ستكفيهم الملاجيء ام المطارات كي يهاجروا الى خارج الكيان؟
وهل ان المكتسبات الأخيرة من الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، والاعتراف بالجولان جزء من الكيان، سيكون من السهل التفريط بها وزج الكيان في حرب لا تعرف عاقبتها، فلا نفس الصهاينة بطول نفس محور المقاومة، ولا الشعب الصهيوني باستطاعته تحمل كل ذلك، ولا حكومة الكيان مستعدة للمجازفة في زج نفسها في حرب استنزافية ستكون هي الخاسر الوحيد فيها!

بل أعجب من ذلك ان من يرى فشل التحالف الدولي والكيان الصهيوني واعراب الخليج ومعهم تركيا وقطر ودول عدة، في ميدان ضئيل في منطقة صغيرة من العالم وذات قوة متواضعة جدا مثل سوريا، كيف لهؤلاء ان يوسعوا ميدان المعارك ليشمل العراق وايران ولبنان وعامة الخليج ويعطون الذريعة للمجاهدين بغلق مضيق هرمز وباب المندب واستقطاب المجاهدين من كل دول العالم، ناهيك عن الوقوف بوجه روسيا!

كانت الجمهورية الإسلامية تستحي من البوح بأنها تسند الفلسطينيين وحزب الله بتكنولوجيا الصواريخ، ذلك حين كانت العلاقات بين حزب الله والحكومة السورية باردة، بينما اليوم ومنذ ٨ سنوات والحدود بين سوريا وجنوب لبنان مفتوحة على مصراعيها، والجيش السوري بعد هذه الحرب التي امتدت لثماني سنوات قد كسب الكثير من الخبرة والمراس في فنون القتال، بل تطبع شبابه وحتى اطفاله على حمل السلاح والمقاومة، وكذلك كانت الحكومة الإيرانية تنفي دعمها العسكري لليمنيين، وتخفي شحنات الصواريخ والسلاح المهربة الى اليمن عن اعين الرأي العام العالمي؛ فكيف بكل هؤلاء اذا ما اصبح الميدان مفتوحا؟
اين سيختبيء بن سلمان وبن زايد؟ وكيف سيكون حال آل خليفة في البحرين؟
كم ستحتاج الولايات المتحدة من الرؤوس النووية لتسديد الضربات الى الجمهورية الإسلامية وجنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن؟!
واي رأي عالمي هذا الذي سيسمح للولايات المتحدة بارتكاب كل تلك الجرائم؟!
بعد ذلك اين دور الحشد الشعبي العراقي من المعادلة بعدما اذل أمريكا بكنسه لنفايات داعش، وفعل ما لم يتمكن من فعله التحالف الدولي؟!

يا ترى هل الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخبارية العتيدة بهذه السذاجة لكي تزج بنفسها وحلفائها في هكذا مستنقع وتضيع مصالحها؟!

نعم اننا موعودون بحرب عالمية ظروس تأكل الأخضر واليابس، بيد ان لتلك الحرب مقدماتها المنطقية ولن تكون بهذا البساطة التي تطرح بها الحرب على الجمهورية الإسلامية.  

ناقلات النفط الإماراتية تتعرض الى تفجير في معقلها!
--------------------------------------------------
في معقل ناقلات النفط الإماراتية (ميناء الفجيرة) تعرضت ٧ ناقلات الى اعمال تخريبية، وغاب على أعتى أجهزة المخابرات في المنطقة كشف مثل هذه الاحداث، تلك الأجهزة التي كشفت فيما سبق عمليات تخريبية للموساد الصهيوني في الامارات، فما الذي جرى يا ترى؟
يعيش في الامارات قرابة ٥٠٠ ألف إيراني ينشطون في عدة مجالات حيوية، لا اود الكشف عن طبيعتها ولكن نقول اجمالا بأنها تمثل ثغرات اجتماعية لا يمكن معالجتها من قبل الحكومة الاماراتية اطلاقا، وحتى لو فكرت الحكومة الإماراتية في اجلاء تلك الجاليات فإن هذا الامر سوف يفتعل مشاكل اجتماعية جمة.  

بالنتيجة ان حادثة التفجيرات تمثل رسالة إيرانية للامريكان والصهاينة، من شأنها ان تجعل ترامب وحلفائه يتراجعون عن كثير من عنترياتهم ويعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. 
ان هذه الحادثة تعطينا صورة واقعية حية عن رفض قوم المشرق للحق الذي طالما طالبوا فيه، وهم اليوم في موقع قوة واقتدار بالقدر الذي يمكنهم من فرض معادلاتهم على قوى الاستكبار العالمي، وكل ذلك بفضل الفيض الايماني وقوة المقاومة التي تمثل العمق الاستراتيجي لمنهج اهل البيت عليهم السلام. 

ملاحظة:
يبدو ان تطورات الاحداث تدعونا الى كتابة أجزاء متعددة عن الموضوع لذلك سوف نستمر بكتابة أجزاء أخرى ان شاء الله تعالى.

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج٢) Jond313 on 10:07:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.