Top Ad unit 728 × 90

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج1)

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج1)
------------------------------------
يجري الحديث في المنتديات السياسية والإعلامية والمجتمعية عن الحصار الاقتصادي الذي تعتزم الولايات المتحدة فرضه على الجمهورية الإسلامية، وما قد يخلفه من ردة فعل إيرانية قد تشعل المنطقة والعالم. 

حرب ظروس تنتظرها المنطقة وقد تمتد آثارها الى جميع انحاءالعالم، وبالتالي فإن شرارة الحرب العالمية سوف تندلع من إيران، وأول من سيتضرر في العالم هو منطقتنا!

هل ان ذلك ما سيحدث بالفعل؟

لمعرفة حقيقة ما سيجري علينا أولا ان نعرف أهمية الجمهورية الإسلامية بالنسبة الى الدول العظمى المتصارعة على سيادة العالم. 

الجمهورية الإسلامية تعد منطقة جيواستراتيجية بالنسبة الى القطب الروسي الصاعد، فالجغرافيا السياسية للجمهورية الإسلامية لها من الأهمية بمكان من خلال جوارها الجغرافي لدول الخليج العربية، واطلالها على مضيق هرمز، وكذلك جوارها الجغرافي لكل من أفغانستان وباكستان وأذربيجان وأرمينيا، واطلالها على بحر قزوين، مما يجعلها أحد اسوار الحماية الجغرافية لروسيا. 

ومن ناحية أخرى فإن الامتداد الديني للجمهورية الإسلامية باتجاه العراق وسوريا وجنوب لبنان، يجعل من الجمهورية الإسلامية بمثابة سيف روسي إذا تحرك باتجاه اليسار ضرب مصالح خصوم الاتحاد الروسي - الكيان الصهيوني الى السعودية والامارات – واطاح بالاقتصاد الغربي من خلال اغلاقه لمضيق هرمز، واذا تحرك نحو الامام فرض هيمنته على البحر الأبيض المتوسط، ومياهه الاستراتيجية المطلة على دول اوربا الغربية.

اما الامتداد العقائدي للجمهورية الإسلامية باتجاه اليمن وما يترتب على ذلك من السيطرة على مضيق باب المندب وخليج عمان وخليج العرب، وكذلك ما يمثله اليمن من خطر على دول الخليج، فهو الاخر يعد بعدا استراتيجيا للوجود الإيراني.

ومن الناحية الاقتصادية فإن رفد الجمهورية الإسلامية للسوق العالمي بما يقارب من ٤ ملايين برميل نفط يوميا، يجعل منها سكين خاصرة في جسد الاقتصاد العالمي في حال فكر الغرب إيقاف صادرات النفط الإيرانية، وذلك لعدم إمكانية التعويض عن ذلك النقص الذي سيحصل في معروض النفط العالمي حتى من أكبر مصدري النفط كدول أوبك، ناهيك عن تأثير ذلك على الاخلال بالاستقرار الأمني للمنطقة والعالم، فالجمهورية الإسلامية حينها سوف لن يكون لها من بد، سوى تعطيل ممر مضيق هرمز وباب المندب. 

من جانب آخر فإن الافتراءات الامريكية على الجمهورية الإسلامية في الحقيقة لا تتعلق بالجمهورية الإسلامية بالمقام الأول، ذلك بالرغم مما بيناه من أهميتها جيواستراتيجيا، وانما تتعلق بتحالفها مع الاتحاد الروسي، وبالمقابل فإن روسيا سوف لن تقف مكتوفة الايدي تجاه التهديدات الامريكية للجمهورية الإسلامية، وبالتالي فإن القوة العسكرية التي تمتلكها روسيا، بإمكانها احداث توازن في كافة المجالات التي تحدثنا عنها، فمن خلال حدث بسيط مفتعل ضد روسيا توجه روسيا من خلاله أصابع الاتهام الى السعودية والامارات، فإن صاروخا نوويا واحدا تجاه الرياض سيكون كفيلا بانهاء تاريخ ال سعود، كما ان بضع صواريخ روسية او إيرانية تقليدية باليستية او نحوها توجه نحو ناطحات السحاب في دبي وأبو ضبي، ستكون كفيلة بانهاء الأسطورة الاقتصادية الإماراتية وعودتها الى ازمان الصحراء والبعران، اما القواعد الامريكية في المنطقة فستكون تحت مديات النيران الإيرانية، اما تأثير تلك الاحداث على الاقتصاد الأمريكي فحدث ولا حرج، اذ سينهار الاقتصاد الأمريكي دفعة واحدة ولا يتبقى امامهم سوى الحرب النووية مع روسيا. 

خلاصة القول ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون عصية على الولايات المتحدة وحلفائها من الصهاينة واعراب الخليج، وان أي تهور امريكي سيعود بالخيبة والخسران للامريكان، وذلك ما تعيه الولايات المتحدة جيدا، فالمياه الخليجية الدافئة؛ لن يكون في حساب الامريكان ان تصبح ساخنة يوما ما،


اما من الناحية الروائية فقد تحدثت الروايات الشريفة وكنا قد أشرنا الى ذلك مرارا وتكرارا، عن ان الجمهورية الإسلامية مرعية برعاية الهية وانه ما أراد جبار من الجبارين سوء بالجمهورية الإسلامية الا قصمه قاصم الجبارين واصابه بمصيبة تلهيه عن الجمهورية الإسلامية. 
تلك الرعاية الإلهية ليست وليدة العصر وانما هي مما اودعه الله عز وجل في أسس التكوين ومضان السنن الإلهية، اذ ان للانحراف التوحيدي المتمثل في الثالوث النصراني اثره في ميل الفطرة الايمانية عن مسارها المقدس، فجعل من النصارى ثالوثا طائفيا تمثل في الارثودكس الروسي والكاثوليك الاوربي والبروتستانت الأمريكي، وجعل ذلك  التمايز الطائفي والتوجه المادي للنصارى صراعا سياسيا بلا هوادة، وبحكم الجغرافيا السياسية للجمهورية الإسلامية امست حليفا سياسيا للارثدوكس الروسي  في مقابل الاستكبار العالمي الغربي الصهيواعرابي، فكان بعض النصارى سندا للجمهورية الإسلامية ضد بعضهم، وبما اودعه الله تعالى من خيرات في تلك البلاد الطيبة واناس ضربوا أروع أمثال البطولة والبسالة والصبر والصمود  والعلمية السامية على مر التاريخ، وبالنتيجة أصبحت الجمهورية الإسلامية عصية على الجبارين والمستكبرين. 

  غلب الفرس الروم في الازمان الغابرة، وسيغلبون الروم مرة أخرى وستكون المرة الأخيرة والتي ستطيح بعروش الظلمة الى ابد الآبدين مع امام عدل منتظر عج، فها هم الامريكان وحلفائهم يحفرون قبورهم بأيديهم، وها هم قوم المشرق يرفضون مبادرات ترامب والاوربيين ويضعون سيوفهم على عواتقهم مهددين الامريكان بأن مفاوضاتكم ستكون في القادم مع الحرس الثوري، ولا محيص لدى الروس الا باسناد الجمهورية الإسلامية، ليحيا توحيد الجمهورية الإسلامية ويسقط ثالوث الغرب البغيض. 

تنويه ... هنالك جزئان آخران للمقال سوف نقوم قريبا بنشر الجزء الثالث، اما الجزء الثاني فسوف لن ننشره رعاية للظروف الحالية وسوف نقوم بنشره في حينه ان شاء الله تعالى.

الجمهورية الإسلامية والحرب الكبرى (ج1) Jond313 on 12:55:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.