Top Ad unit 728 × 90

علة تحقق علامات الظهور الشريف في زمان واحد

علة تحقق علامات الظهور الشريف في زمان واحد:
--------------------------------------------------------
من الأمور التى تدعو للتفكر، قضية تحقق علامات الظهور الشريف في زمان واحد، وذلك بالرغم من اختلاف حيثيات العلامات، فبعضها يتعلق بالنضوج العقلي والوعي لدى المؤمنين، كعلامة اكتمال العدة 313، وبعضها متعلق بأحوال الشعوب وثقافتها، كعلامة خلع العرب اعنتها، وبعضها الآخر شخصيات؛ مثل السفياني واليماني والخراساني والنفس الزكية، وهذه الشخصيات تتواجد في أماكن متعددة؛ فالسفياني في الشام، واليماني في العراق، والخراساني في خراسان، والنفس الزكية يقتل في مكة، ولهذه الشخصيات ادوار مختلفة.
كما ان بعض العلامات مصدرها بشري، كعلامة السفياني واليماني والخراساني وخلع العرب اعنتها واكتمال العدة ،313 والبعض الآخر من العلامات مصدرها الغيب؛ كعلامة النداء في رمضان من قبل جبرائيل ع وعلامة النفس الزكية والخسف بالبيداء.
إن تحقق هذه العلامات في زمان واحد، بالرغم من اختلاف حيثيات تنجزها، لهو امر بمنتهى الغرابة، فالعدة 313 هي العلامة التي ينتظرها المؤمنون منذ اكثر من الف سنة، والمتعارف حسب مرويات اهل البيت عليهم السلام ان العدة 313 من أهم العلامات المتوقف عليها الظهور الشريف، ولابد أن تنجز هذه العلامة في مدى معين قد لا يتجاوز 60 عاماً، حيث تتحقق جميع العلامات الأخرى في ذلك المدى الزماني، وهذه الستون عاماً هي القدرة القيادية للسفياني، فالسفياني يولد في زمان معين، ويبلغ سن 30 عاماً على أقل تقدير، لكي يتمكن من القيام بدوره، حيث يخرج في الشام، ويقاتل فيها حتى يملك الكور الخمس، ثم يوجه جيشه لقتال الاتراك في قرقيسياء، ثم يبعث جيشين الى المدينة والعراق. وهذا الدور القيادي لا يتيسر لرجل عمره اقل من 30 عاماً على وجه التقريب، وكذلك لا تتيسر تلك القيادة لمن تجاوز عمره 90 عاماً، لأنه سوف يكون هرماً، وما بين سن الثلاثين والتسعين؛ ستون عاما.
وكذلك علامة خلع العرب أعنتها، حيث تقوم الشعوب العربية بحركة ذاتية، بثورات عارمة لخلع حكامها الطغاة في نفس ذلك المدى. كما ينتج مضمار التنافس الفكري بين الكثير من المفكرين والباحثين في القضية المهدوية، بروز رجل واحد يفكك رموز القضية المهدوية، ويقوم بتحليل علامات الظهور تحليلاً بارعاً ويكشف العلامات، ويشخص شخصيات العلامات، وهذا الرجل هو اليماني.
وفي ظروف خلع العرب أعنتها، يطول الصراع في الشام بين قطاعات الشعب الثائر والحاكم الاصهب، ولا تنجلي احداث الشام كما انجلت غيرها من احداث الدول العربية الأخرى، التي خلعت حكامها. وهذه المرة لا تنجلي احداث الشام الا بحدث كبير، وهو رجفة الشام التي تكون فاتحة الفرج وقلب المعادلة السياسية والعسكرية ضد النواصب كما ورد في مرويات اهل البيت عليهم السلام.
ان توافق اجتماع تلك العلامات وتحققها في زمان واحد، وتميز عصر الظهور الشريف عن العصور السابقة، لابد ان يعود الى علة معينة، وهذه العلة إحدى جهتين:
1- الجهة الغيبية والمتمثلة بالتدخل الالهي في تحريك العلامات.
2- وجود عامل مشترك أو محرك طبيعي للعلامات .
ان تسبب الجهة الغيبية المتمثلة بالتدخل الإلهي، في تحريك العلامات الأرضية، او التي يكون مصدرها البشر، هو ما لا دليل عليه، بل توجد أدلة على خلافه، وهي السنة الالهية في التمحيص والغربلة والثواب والعقاب، وحث الناس على العمل والاجتهاد والجهاد وطلب العلم. ولا يعني ذلك انقطاع الإمداد الغيبي، بل ان الامداد الغيبي مستمر ولكن متى يعمل ؟! (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ولما يصل الظلم والجور على المؤمنين المجاهدين حداً لا يطاق (حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله) ترى أن يد الغيب تمتد لنصرة المؤمنين. ولكن ليس قبل أن يبذل المؤمنين مهجهم في سبيل الله (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
بعد أن تكتمل العدة 313، وتخلع العرب أعنتها، وينهض اليماني بدعوته الى المهدي عج، ثم يخرج بعد ذلك بمعية الخراساني ورجال العراق المؤمنين لمقارعة جيش السفياني، وتمهيد أرض العراق لإستقبال القائد المفدى؛ تمتد حينئذ يد الغيب، فينادي جبرائيل عليه السلام في رمضان، معلناً الظهور الشريف، بعدها يقدّم القائم عج الغلام النفس الزكية، ليذبح على أعتاب دولة العدل الإلهي، معلناً انتهاء زمان الوثنية، ثم يخسف الله تعالى بجيش السفياني بصيحة جبرائيل.
اذن لابد من وجود عامل مشترك بين علامات الظهور الشريف، يكون هو العلة المحركة للعلامات. ومن خلال استقصاء الظروف الزمانية والمكانية للعلامات، وبعض الاخبار المنقولة في مرويات اهل البيت عليهم السلام؛ وجدنا أن ثمة عامل مشترك في تنجيز علامات الظهور الشريف، الا وهو التطور الفكري البشري الذي رافق نهاية مرحلة الحداثة ومرحلة ما بعد الحداثة، في نهاية النصف الأول من القرن العشرين والنصف الثاني منه، حتى وصل أوجه في مطلع القرن الحادي والعشرين. ورافق ذلك التطور الفكري تطور سائر أنماط الحياة بفضل التطور التكنولوجي، وتحديث كافة مجالات الحياة، فكانت تلك ادوات مساعدة للعقل البشري في مسيرته.
وقد اشار اهل البيت عليهم السلام الى هذا العامل في عدة روايات تتكلم عن ذلك العصر:
قال الباقر عليه السلام: ينزل - القائم - في سبع قِباب من نور، لا يعلم في أيّها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة. (1)
وعن الباقر عليه السلام: إنّه نازل في قباب من نور، حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق. (2)
أي ان القائم عج حينما يأتي الى العراق من مكة، يأتي بموكب طائرات يتكون من سبعة طائرات وبخطة امنية، لا يعرف هو في أي طائرة منهن كي لا يستهدف، وكذلك ينزل في الفاروق، والفاروق هو المطار.
وكذلك وردت روايات أخرى، تتحدث عن التطور التكنولوجي في زمان الظهور الشريف، حيث يكلم الرجل في المشرق اخيه في المغرب ويراه: الحديث:
(سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق يرى أخاه الذي في المغرب وهو بالمغرب يرى أخاه الذي في المشرق) (3)
وفي رواية أخرى، يصف أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة في آخر الزمان، وكيف أنها تمتلئ بالقصور والحدائق وفي كل قصر يوجد مصابيح إنارة وتلفاز:
فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله لصاحبه كميل:
(يا كميل ان قبرك هنا، قال: يا سيدي بعيد عنك، قال: كلا سيكون قريباً واعلم انه في اخر الزمان تحيط بقبرك قصور وحدائق في كل قصر مصباح ومرآة وينظر بها البعيد والقريب وهي علامة قائمنا( (4)
(5) وفي الرواية عن النبي(ص) : (والحديد يجري على ظهر الهوى وتمطر عليهم ناراً)
وفي الرواية عن أمير المؤمنين(ع) قوله: (وإنّ الذّرة لتحرق العالم) وقال (وإنّ من ذرة لنارا) (6)
جميع هذه الروايات تتكلم عن عصر التمهيد للظهور الشريف، وتصف التطور التكنولوجي والعمراني فيه وكذلك تطور وسائل النقل والإتصالات. إذ أراد أهل البيت عليهم السلام اخبارنا عن أوصاف ذلك الزمان، وكذلك عن ضرورة وجود تلك الادوات التحديثية في التمهيد للظهور الشريف، مما يعني إشارتهم عليهم السلام الى التطور الفكري، الذي ساوق التطور التكنولوجي والعمراني، والذي من آثاره تطلع الشعوب العربية نحو الحرية، ورفعهم شعاراتها المتعددة من الديمقراطية وحقوق الانسان وما الى ذلك، وقيام تلك الشعوب بخلعها للحكام الظلمة، ورفضها للظلم والاستبداد، بعد قرون من العبودية والخنوع للظالمين، وكذلك انتشار النظام الديمقراطي (تملكها البلاد) بحكم الشعوب لأنفسهم.
عامل التطور الفكري للعقل البشري، الذي أنتج الحياة الجديدة المفعمة بالتكنولوجيا، هو العامل الذي يميز عصر الظهور الشريف عن غيره من العصور السالفة، وتلك الميزة التي تميز بها ذلك العصر، هي التي سببت تحقق علامات الظهور الشريف في زمان واحد.
-----------------------------------------
(1) العياشي التفسير، ج 1، ص 214، ح 405
(2) العياشي التفسير، ج 1، ص 214، ح 407
(3) مائتان وخمسون علامة حتى ظهور الإمام المهدي (عج)/145
(4) المصدر السابق
(5) بيان الأئمة فصل 3 ص 141
(6) بيان الأئمة 1ص161
علامات الظهور الشريف

علة تحقق علامات الظهور الشريف في زمان واحد Jond313 on 11:24:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.