Top Ad unit 728 × 90

ما هي وظيفتنا تجاه صاحب الامر (عج)

ما هي وظيفتنا تجاه صاحب الامر؟ 

1_- الاحساس بعظم فقد الامام: 

ان من موجبات همنا وغمنا الاكيد بعد الامام عنا فهو الذي (امان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء) . 

لقد عاش ائمتنا عليهم السلام هذا الفقد وهذه المأساة قبل ان يولد الامام المهدي بسنين حيث ورد عن الامام الرضا (ع) (بأبي انت وأمي سميّ جدّي وشبيه موسى بن عمران... كم من حرّى مؤمنة وكم من مؤمن متأسّف حيران حزين عند فقدان الماء المعين) والماء المعين هو الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه. ولقد روي عن الامام العسكري عليه السلام انه قال ( لاتزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي صلّى الله عليه واله وسلم) . والامام الصادق(ع) يقول (والله ليغيبنّ امامكم سنينا من دهركم ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ) .

الانسان الرسالي المنتظر حقا لظهور الامام عليه ان يعيش هذا الفقد فكما لو انّ أما فقدت ولدها لدقائق في مكان مزدحم فأنها ستعيش القلق والحزن والدموع وتسعى جاهدة للوصول اليه وكذا المؤمنون الرساليون لو عاشوا الفقد في كل لحظة من حياتهم وايقنوا ان كل مأساة على وجه الارض من هتك عرض اوارقة دم يعود الى غيبة الامام (عج) لكان هذا مدعاة لسموّ ارواحهم وتعففهم عن ارتكاب المعاصي و في دعاء الندبة يترجم ألم الفقد (عزيز عليّ ان ارى الخلق ولا ترى ولا اسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز عليّ ان تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى ) .

المؤمن حين يزداد وعيا وبصيرة يزيد احساسه بهذا الفقد وبمقدار اهمال هذا الامر علامة ابتعاده عن مصدر النور . ويذكر انّ احد تلامذة المراجع طلب موعظة من استاذه فقال له المرجع : اجعل لك في اليوم دقائق تناجي فيها وليّ امرك .

ومن موجبات الهم والغم عدم قيام الامام الحجة (عج) بوظيفته كحاكم شرعي لهذه الارض فليس من السهل للامام ان يرى منابر المسلمين يرتقيها من ليس بأهل لذلك والامام الباقر (ع) يقول لاحد اصحابه (يا عبد الله ما من عيد للمسلمين اضحى ولا فطر الا ويتجدد فيه لال محمد الحزن لانهم يرون حقهم في يد غيرهم) .

اذا, على الانسان ان يعيش هذا الهاجس –هاجس الفقد- ولا بدّ ان يرى اثر ذلك على وجوده فالامام لو أطلّ اطلالة الهيّة ملكوتية على الارض فيرى الناس بين منكر لوجود الله وبين منكر لنبوة جده المصطفى (ص) وبين منكر لامامة جده امير المؤمنين وبين معترف بذلك كله ولكنّه لا يعمل بما يعتقد به وكل ذلك مدعاة لطول غيبة الامام وتأخّر اقامة دولة العدل والحق بزعامته .

2 – أنتظار الفرج:

أنتظار الفرج يعني انتظار الدولة الاسلامية المباركة بقيادة وليّ الله الاعظم (عج) وكما ورد في الزيارة ( وعليك الا متّكلا ولظهورك الا متوقعا ومنتظرا ولجهادي بين يديك الا مرتقبا). 

الانتظار هو فرع الشوق والشوق فرع المحبة والمحبة تستلزم المتابعة والطاعة والقران الكريم يخاطب من يدّعي الحب لله ولايتّبع رسوله فيقول ( قل ان كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فالامام المهدي (ع) في زمان الغيبة له عناية ببعض محبيه المنتظرين له فهؤلاء بالنسبة لهم لا يفرق زمان الظهور عن زمان ما قبل الظهور لانهم يستشعرون وجوده دائما . انّ المنتظر الحقيقي هو الذي يكون على اهبة الاستعداد ليلبّي نداء الامام الحجة حين يأذن الله له بالظهور وها هو امامنا الصادق (ع) يقول ( من سّره ان يكون من اصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر) .

انتظار الفرج يخالف تماما مفهوم تمنّي الفرج فالزارع مثلا يحرث الارض ويرعاها ثم يبذر البذور ويسقيها ثم ينتظر المحصول ونوعية هذا المحصول يتناسب طرديا مع مقدار الجهد الذي بذله الزارع . وكذلك الانسان الرسالي بتورعه عن محارم الله وانتهاجه لسيرة نبي الرحمة واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين يكون قد هيّأ التربة الصالحة لمنقذ البشرية ( الحجة عليه السلام) ليقيم دولته المباركة.

الانسان الذي يحمل همّ الرسالة وهمّ الدين يعبّر عن مستوى راقي من التفكير والمسؤولية فهو يعيش هذا الهمّ ويعيش الضيق لعدم ظهور الامام (عزيز عليّ ان ارى الخلق ولا ترى) هذه العبارة لسان حال كل متألّم يعيش محنة الغيبة .

هناك صنف من الناس لا يهمّه سوى زوجته وعياله فأذا كانوا بخير فالاسلام على خير (رضوا بالحياة الدنيا واطمأنّوا بها) فهكذا اناس لا يعيشون انتظار الفرج وهكذا صنف من الناس لايريدهم الامام في دولته اما الذي يبقى في خط الولاية وخط الانتظار فهم من سيحظى بشفاعة الامام ، لذا علينا ان نوصل حبالنا به صلوات الله عليه في عالم المحبة والاعتقاد والموالاة فكلما زاد الانسان قربا من وليّ امره زاد قربا من الله عزّ وجلّ وانه صلوات الله وسلامه عليه له عناية خاصة ببعض محبيه والمنتظرين له فهؤلاء بالنسبة لهم لا يفرق زمان الظهور عن زمان ما قبل الظهور لانهم يستشعرون حضور الامام في كل وقت من حياتهم ومصداق ذلك قول الامام العسكري (ع) لولده الحجة ( واعلم انّ قلوب اهل الطاعة والاخلاص نزّع اليك مثل الطير اذا أمّت اوكارها).

انّ الناس ينتظرون الامام والامام ينتظرهم وانتظار الامام لنا هو الذي يجب ان يحركنا في الحياة فمما لا شك فيه انّ الامام لو اراد ان يخرج خروجا اعجازيا معتمدا على القوى ما وراء الطبيعة لاثر ان يخرج منذ ولد صلوات الله وسلامه عليه ولكن انتظار خروجه يتوقف على عناصر مادية في حياة الامة والفرد بصورة خاصة
3- طاعة وكلاء الامام (المراجع)

لقد نصّ التشريع الالهي بعد وفاة خاتم الانبياء محمد (ص) لأثني عشر قائدا لينهضوا باعباء قيادة الامة فلقد كان الناس يأخذون احكامهم الشرعية من المعصوم مباشرة منذ عهد الرسول وحتى الامام الحادي عشر صلوات الله عليهم اجمعين ، امّا الامام الثاني عشر فهو غير ممارس لمسؤولياته السياسية في الوقت الحاضر لحكمة الهية اقتضت وعلى ذلك فأن مسألة القيادة تؤول الى مفكري الامة وعلماء التشريع الاسلامي من المجتهدين لتتولى مسؤولياتها في تبيان الصيغ الشرعية لكل متطلبات الامة ، فلقد وردت احاديث نبوية كثيرة تمتدح العلماء وتضع لهم مكانة سامية كما في الحدديث (العلماء ورثة الانبياء ) و ( علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) وغيرها من الاحاديث الشريفة فأنّ البعض فهموها دليلا على علوّ منزلة العلماء ولكنّها حقيقة هي تحمل تصريحا واضحا بأعطاء صفة القداسة للعلماء الاسلاميين وانّ اعطاءهم هذه الامتيازات تعود الى ضخم تحمّل المسؤوليات من قبل العالم وهي تعبّر عن العنصر الرسالي الذي يتميّز به علماء هذه الامة في جهادهم وتضحيتهم بكل شئ في سبيل ابلاغ الرسالة وتطبيقها ومواجهة اعدائها بكل عناد واصرار فهم قادرين على اعطاء الرسالة الاسلامية صفة الاستمرارية كما لو كانت الانبياء تترى والكتب مستمرة النزول .

ولقد كان للائمة (ع) دور في تشجيع اصحابهم على الاجتهاد وليرجعوا لهم في القضاء فعن الامام الصادق (ع) (انما علينا ان نلقي اليكم الاصول وعليكم التفريع ) ، ثم جاء الامام الثاني عشر وبالرغم من انه لم تكن بينه وبين الناس صلة مباشرة في غيبته الصغرى الا من خلال شخص واحد فقط وهو السفير وبذلك تكون تلك المرحلة لتهيئة الناس لاستيعاب الانقطاع التام عن المعصوم وكيف يتعهّدون بأنفسهم لاستنباط الاحكام الشرعية في مرحلة الغيبة الكبرى وكما اكّد الامام الحجة على ذلك من خلال توقيعه الشريف ( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم ) .

انّ للامام المهدي (ع) حقّ في اعناق المسلمين وهو الاعتقاد به والتمهيد له بما يجب كيفيته بتطبيق الاحكام الشرعية من خلال مراجع التقليد ، فالمجتهدون في زمان الغيبة هم امناء صاحب الغيبة صلوات الله وسلامه عليه والذي لايقلّد اويقلّد تقليدا خاطئا اي الذي يعتقد بالله ورسوله بالائمة (ع) ولا يقبل قول المجتهد لا يمتّ الى الامام بصلة لانهم نوّابه وطاعتهم من طاعته

ما هي وظيفتنا تجاه صاحب الامر (عج) Jond313 on 8:30:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.