عاصفة الحزم

عاصفة الحزم من علامات الظهور الشريف.
-------------------------------------------------
بعد موت الملك عبد الله، ينتظر المؤمنون إختلاف آل سعود فيما بينهم، وذهاب ملك السنين، ومجيء ملك الشهور والأيام، وثمة سائل يسأل، هل للحرب المسماة (عاصفة الحزم) دخالة في علامات الظهور؟!
مع قرب الظهور الشريف، وموت عبد الله، ودخول الكيان السعودي في حرب خارج حدوده، مع قوم أشداء كالحوثيين، فإن مثل هذا الحدث أي الحرب المسماة "عاصفة الحزم" لابد أن يكون علامة كونه حدثاً بارزاً، وكما تحدثنا في بحث أقسام علامات الظهور الشريف، فإن كل حدث بارز يحدث في المنطقة قرب الظهور الشريف، لابد أن يكون مذكوراً في الروايات كعلامة من علامات الظهور.

تأثير عاصفة الحزم على مكامن قوة آل سعود:
--------------------------------------------------
تحدثنا في بحث سابق تحت عنوان (لماذا عبد الله) عن مكامن القوة لدى الكيان السعودي، والتي حصرناها في أربعة عوامل:

العامل الأول: الهيمنة على مقدرات المجتمع الثقافية.
العامل الثاني: السياسة الخارجية.
العامل الثالث: القوى الإرهابية المدعومة من الكيان السعودي.
العامل الرابع: القوة الاقتصادية للكيان السعودي.

إن فقدان أو ضعضعة بعض تلك العوامل الأربعة أو جميعها، سوف يكون سبباً فاعلاً في الإختلاف بين آل سعود، وبالتالي ضعف كيانهم، وما يجري اليوم فيما يسمى بعاصفة الحزم، فيه إشارات عديدة الى بدء ضعضعة عوامل القوة لدى كيان آل سعود:

فيما يخص العامل الأول:
فإن الحديث الذي تفوه به الرئيس المصري السيسي، في جلسة الجامعة العربية، عن نبذ التطرف، وضرورة إحداث تغييرات في المناهج التعليمية في الدول العربية والإسلامية، وإزالة الروايات والأحاديث التي تحث على العنف والإرهاب، وتبيح إنتهاك الحرمات وأكل لحوم البشر، وما الى ذلك من أمور مجانفة للإنسانية! ليست السعودية ببعيدة عن تلك الإتهامات المبطنة، فهي الراعي الأول للإرهاب وموطن التثقيف له، عبر الروايات والأحاديث المحرفة، التي تنطوي عليها متون الكتب التأريخية، والتي تدرس في مناهجها التعليمية.

وبشأن السياسة الخارجية:
فإن الخلاف الأمريكي السعودي، الحاصل على أثر إمتعاض كيان آل سعود من العلاقات الأمريكية الإيرانية، التي تهدف للتوصل الى إتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي حدى بالسعودية الى السعي للوقوف بوجه ذلك الاتفاق، إعتراضاً على سير واشنطن في طريق الاعتراف بإيران، كقوة إقليمية مهيمنة في الشرق الأوسط.
تلك المسألة كانت السبب الرئيس الذي قاد السعودية الى تبني حربها ضد اليمن، لذا نجد أن السعودية لم تخبر الولايات المتحدة بتوقيت الحرب، ومن جانبه أعلنت الولايات المتحدة تفهمها للحرب، ويبدو ذلك التصريح كما أشار بعض المحللين، أنه يهدف الى خداع آل سعود، وإغراقهم في مستنقع صراعات إقليمية، لن يستطيعوا الخروج منها بسهولة!

أما عن القوى الإرهابية المدعومة من الكيان السعودي:
وأهمها داعش، فإن بنك الضربات الجوية على المواضع الإستراتيجية في اليمن سوف ينفذ قريباً، وسيتحتم على الحلف المعتدي، إنزال قوات برية داخل الأراضي اليمنية، وبالطبع فإن أي قوات برية سوف لن تصمد بوجه الحوثيين، الذين ليس لديهم شيء يخسرونه في حربهم، وقد يستعين آل سعود بقطعان الإرهابيين في داعش، لكن داعش التي أعلنت دولة الخلافة، سيكون سيل لعابها تجاه حكم المملكة السعودية، وليس بإتجاه الإصطدام مع الحوثيين المعروفين بشراستهم، وفي ظرف حرب الوكالة عن كيان آل سعود!

العامل الرابع وهو القوة الاقتصادية:
والمتمثلة بالنفط، حيث أن الحرب ضد الحوثيين، تحتاج الى نفقات طائلة، لن تستطع دول مثل باكستان ومصر والسودان، أن تتحملها، وبالتالي ستكون السعودية هي الممول للحرب، وذلك ما سيحدو بها الى رفع أسعار النفط، والذي بدوره يؤدي الى الحاق الضرر بالإقتصاد الأمريكي، ويجني الفائدة لروسيا وحلفائها، مما ستكون مسألة رفع أسعار النفط مسألة معقدة.

خاتمة:
-------
تحدثنا في السابق عن إمكانية إنقسام آل سعود الى فريقين، الفريق السديري بقيادة محمد بن نايف ولي ولي العهد ووزير الداخلية ومحمد بن سلمان وزير الدفاع، مع متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني، الند الأبرز للسديريين.
والحديث عن مدى تأثير "عاصفة الحزم" على تضعضع الكيان السعودي، إنما يكون من خلال صبر الحوثيين وصمودهم.

كا أن ثمة تسريبات خبرية عن حصول انقسامات في الرؤى داخل كيان آل سعود، بسبب العدوان العسكري على اليمن، وثمة من وشى بنشوب مهاترات كلامية بين نجل الملك السعودي الهالك متعب بن عبدالله، ومحمد بن سلمان نجل الملك سلمان ووزير الدفاع، وتحدثت التسريبات عن قيام متعب بن عبد الله بتهديد محمد بن سلمان، قائلاً بأن الحرس الوطني سوف يتخذ الإجراءات اللازمة، لوقف المغامرة الخطيرة في اليمن، حسب تعبيره! وإن عدداً من كبار الأمراء كانوا معارضين للحرب.

ومن جانب آخر فإنه في حال نجاح الاتفاق الإيراني النووي مع المجتمع الدولي، فإن السعودية ستسارع الى الإرتماء في أحضان الولايات المتحدة من جديد، وذلك قد يحتم عليها الانسحاب من اليمن شيئاً فشيء والإتجاه نحو ميدان صراع مباشر مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية، تكون الولايات المتحدة طرفاً فيه، وهو ميدان سورية.
من جانب آخر فإن ثمة أمر في غاية الأهمية، وهو مدى تعلّق أحدث عاصفة الحزم بالتمهيد للظهور الشريف.
فلو كان هنالك علاقة لعاصفة الحزم بالتمهيد للظهور الشريف، فإنه قد يكون من خلال إختلاف آل سعود فيما بينهم، على أثر الحرب أو آثارها أو نتائجها، أو تأزم الأحداث في سورية بسبب تدخل "حلف الحزم" مما يمهد الأمور بإتجاه خروج السفياني، أو قضية ما نجهلها اليوم وتتضح لنا غداً، والله تعالى العالم بحقيقة الأمور.