Top Ad unit 728 × 90

ثقافة المنتظرين بين المرحلية وعلامات الظهور الشريف

ثقافة المنتظرين بين المرحلية وعلامات الظهور الشريف:
------------------------------------------------------
منذ ان نشأت ثقافة الإنتظار ببدء الغيبة الكبرى، نشأت معها ثقافة التشخيص والإسقاط على شخصيات وأحداث معاصرة، وكل ذلك كان من قبيل التأثر بأحداث مرحلية، حتى وصل الأمر الى عصرنا هذا والذي لم يختلف عما سبقه من العصور، بل إنه تميز عنها بكونه بالفعل هو عصر الظهور الشريف.
من جانب آخر ينبغي أن نعلم بأن علامات وأحداث الظهور الشريف لم تُترك هملا ً كي تمتزج وتتماهى مع أحداث أخرى مقاربة او مشابهة لها، وانما تم تبيانها وفق خريطة زمانية ومكانية محكمة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدنو منها الإشتباه! وجلّ ما في الأمر إن ثمة تخصصية حِرفية المعالم مطلوبة للتعامل مع تلك الأحداث والعلامات، ترتقي تجاه مستوى الرقي الذي نزلت منه روايات علامات الظهور الشريف.
ثقافة التأثر بالأحداث المرحلية:
---------------------------------
في مقابل تلك التخصصية المطلوبة، توجد ثقافة التأثر بالأحداث المرحلية، وهي ثقافة متدنية تعمل كعقل جمعي مستقطب للعامة من الناس، ويسعف تلك الثقافة بعض من تأثر بها من الفضلاء والباحثين المبرزين! لذا نجد أن الكثير من المؤمنين يديرون بأنظارهم أينما دارت الأحداث المرحلية، متجافين عن الخارطة الزمكانية التي وضعها أهل البيت عليهم السلام لتلك الأحداث!
مثال على ذلك عندما قامت الحرب السعودية – اليمنية دارت عجلة الثقافة المرحلية لتتحدث عن خروج اليماني اليمني، بالرغم من أن الخارطة الروائية تتحدث عن يماني عراقي! وعندما انتشرت صورة تسليم ملك الأردن راية حمراء لقائد من قادة الجيش الأردني، قيل ان ملك الأردن هو السفياني، وذلك بالرغم من أن الخارطة الروائية تتحدث عن سفياني سوري وليس أردني، سفياني من آل ابي سفيان وليس هاشمي، سفياني عدو لبني قيس وليس متحالفاً مع بني قيس! وكذلك عندما حصلت احداث تركيا وتدخلها في الحرب ضد داعش في سورية، وهكذا كل حدث مرحلي يحصل نرى الأنظار تتجه نحوه، وتسمه بأنه من احداث الظهور الشريف، متجاهلة المنهج الرصين الذي ضمّنه أهل البيت عليهم السلام في مروياتهم، والذي يشخص بدقة زمكانية تحقق أحداث وعلامات الظهور الشريف.
من جانب آخر فإن ثمة حالة تكرار للأحداث، تساهم في تعزيز الثقافة المرحلية في التعامل مع علامات الظهور الشريف، إذ أن أحداث مشابهة للأحداث المذكورة في الروايات الشريفة، قد تتحقق في المكان ذاته وفي أزمان متعددة، وفي هذه الحالة ما يميز العلامة عن غيرها من الأحداث المشابهة لها، هي الخارطة الزمانية التي وضعها أهل البيت عليهم السلام في طيات رواياتهم.
أسباب التأثر بالأحداث المرحلية:
-----------------------------------
من أجل تلافي كل تلك الإشكالات في تشخيص العلامات، ينبغي علينا دراسة أسباب تحكم ثقافة الأحداث المرحلية في أهواء الكثير من المؤمنين، والتي تستقطبهم تجاه تلك الأحداث وتجعلهم غرضاً لدواماتها، وكذلك ينبغي التعرف على السبل الكفيلة بإنشاء جدار ممانعة ضد الجذب المغناطيسي لتلك الثقافة.
عادة ما تكون الحلول الإستراتيجية هي الحلول الناجعة لفك عرى تلك الإشكالات، وتلك الإستراتيجية المرجوة لن تكون فاعلة بذاتها ما لم يرافقها بعض الوعي الذاتي، وذلك الوعي مرتبط في نهاية سلسلته تصاعدياً بالتوفيق الإلهي وينتهي بالنزول عمودياً عند فقدان التوفيق، وأفقياً بمقتضيات تحقق قيام دولة العدل الإلهي.
إذاً من لم يتمكن من تشخيص العلامة، أما أن يكون غير موفقاً، أو أن يكون توفيقه الى تشخيص العلامة متقاطع مع مقتضيات تحقق قيام دولة العدل الإلهي، حيث ان بعض المؤمنين الذين هم في مستوى عال من العلم والتقوى، تجدهم في غاية البعد عن ذلك الوعي، ومنهم كثير من الفقهاء والفضلاء والمتدينين، أولئك اقتضت الضرورة عدم معرفتهم ببعض العلامات، فجرت الظروف والأحداث بذلك الإتجاه.
كيفية التخلص من تأثير الأحداث المرحلية:
----------------------------------------------
حديث التوعية والتثقيف انما يكون مع الذين حرموا التوفيق، بجريرة ذنوبهم، وعودتهم الى جادة الصواب يحتاج الى عدة مراحل:
المرحلة الأولى: سعيهم تجاه حيازة التوفيق بالورع والإجتهاد كما ورد في الرواية عن الباقر عليه السلام في تبيان أركان الدين:
عن أبي الجارود قال : قلت لابي جعفر ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم ؟ قال : فقال : نعم ، قال : فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كل حين قال : هات حاجتك ، قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عز و جل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به قال : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والاقرار بما جاء به من عند الله والولاية لولينا والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع. (1)
أما المرحلة الثانية: فتكون بالبحث عمن توصل في أبحاثه الى الإستراتيجيات العلاماتية والخريطة الزمكانية التي ضمّنها أهل البيت عليهم السلام في مروياتهم، وبإتباع تلك الإستراتيجيات يتخلص المنتظر من قيود الأحداث المرحلية ويتعالى بفكره عليها، مطابقاً إياها مع الخريطة الزمكانية، فإن انطبقت فبها، وإن لم تنطبق ضربها في عرض الحائط، وصرّح بمليء فمه إنها ليست من العلامات، وإنها مجرد حدث مرحلي لا دخل له بالعلامات.
خاتمة:
-------
من أجل ألا نقع في الفتنة وألا ننجر في تشخيصنا للعلامات وراء الأحداث المرحلية، علينا ان نتسلح بسلاح التوفيق، بعد الشهادة والولاية والبراءة، والتسليم لأمرهم صلوات الله عليهم، والصبر والمرابطة والورع والإجتهاد، والتعلق بإمام الزمان عج وقصد نصرته والتمهيد لظهوره الشريف، والتمسك بهدي المرجعية الدينية النائبة عن المعصوم في عصر الغيبة الكبرى، وتحري مجتمع المناصرين للمرجعية الدينية فهم أهل الحق ورايات الهدى المنطوية تحت لواء المرجعية الدينية، ففي العراق يكون اليماني واتباعه، وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية شعيب بن صالح الذي يكون تحت راية الخراساني.
أما في الثقافة المهدوية فينبغي ألا نعتمد على كل ما يطرح في الساحة، والتحري عن الفكر المنطقي الذي يقترب من إصابة عين الحقيقة، والبحث عن الباحث المتخصص دون غيره، حيث أن لبس العمامة لوحدها لا يكفي لأن يكون ذلك المعمم متخصصاً بتحري أحداث علامات الظهور الشريف، فالأحداث التي تسبق الظهور الشريف والعلامات التي تم التحدث عنها في المرويات الشريفة، فيها الجانب الديني والعقائدي، وفيها الجانب السياسي، وكذلك العسكري والأمني والجهادي والتأريخي والديموغرافي والجيوبولوتك ...الخ وتلك الجوانب تحتاج الى المتخصص فيها، فينبغي ان يكون رجل دين محقق عارف بعلم الرجال، ممحص لأسانيد الروايات ومتونها، وينبغي أن يكون سياسياً وقيادياً أمنياً ومجاهداً، وله خبرة في القضايا التأريخية والجغرافية ...الخ مما ذكرناه آنفاً.
وهكذا تقل خبرة الباحث في القضية المهدوية كلما نقصت لديه بعض تلك المعارف والميّزات، وكلما تدنت لديه تلك الأمور أصبح أقرب الى التأثر بالأحداث المرحلية، وأكثر بعداً عن الإستراتيجيات، وبالتالي تكون غالبية تشخيصاته غير دقيقة بل بعيدة كل البعد عن الحقيقة! فالذي يتبع فكره وتشخيصاته ماذا يرتجي غير مزيد من التوهان والحيرة، والتي بدورها تؤدي الى الملل واليأس، وتنتهي بالجحود والإنكار والعياذ بالله!
-------------------
(1) - الكافي - الشيخ الكليني ج 2 ص 21
ثقافة المنتظرين بين المرحلية وعلامات الظهور الشريف

ثقافة المنتظرين بين المرحلية وعلامات الظهور الشريف Jond313 on 10:24:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.