Top Ad unit 728 × 90

الخراساني (ج1)

علامات الظهور الشريف:
الخراساني: (ج1)
----------
ورد في الروايات الشريفة المعتبرة، ذكر علامة الخراساني، وكونه أحد رايات الميدان الثلاث؛ مما يجعل علامة الخراساني علامة ثابتة، فقد ورد في الرواية:
عن الإمام الصادق عليه السلام: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم...) (1)
وعنه عليه السلام قال: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق) (2)
وبخصوص شأن الخراساني؛ أصله وموضع خروجه، فإن التبادر اللفظي حجة كما عرجنا عليه في موضوع اليماني، ولكن ليس كل ما يتبادر الى الذهن هو حجة، فقد يتبادر لشخص ما، غير ما يتبادر لشخص آخر، من مدلول اللفظ نفسه.
ولتبادر لفظ الخراساني عدة مستويات:
1- أن يكون أصله من خراسان.
2- أن يكون خروجه من خراسان.
والثابت من دلالة لفظ الخراساني، هو المستوى الأول في كونه خراساني الأصل، وهو التبادر العقلي الصحيح، أما من يتبادر الى ذهنه كون الخراساني يخرج من خراسان، لمجرد سماعه لفظ الخراساني، فهو واهم، حيث لا يمكن إثبات المستوى الثاني؛ الا بتوفر القرائن الروائية الدالة عليه. فنحن حينما بحثنا في علامة اليماني، تبادر الينا أصله اليماني، لكن القرائن الروائية والعقلية أشارت الى خروجه من العراق.
وقد تحدثت الروايات عن الدور الكبير، الذي سيقوم به أهل خراسان (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) في حفظ الشيعة والتشيع، على عدة صعد، وكذلك التمهيد للقائم عج، ونصرته بعد ظهوره الشريف، فقد ورد في الرواية:
عن عفان البصري عن أبي عبد الله أي الإمام الصادق عليه السلام قال: (قال لي: أتدري لم سمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه، ويستقيمون عليه وينصرونه) (3)
كما تحدثت الروايات عن فضل مدينة قم، وفضلها على الخلق أجمعين، وكونها ستصبح في آخر الزمان حجة على الناس، فتكون منبع العلم والعلماء، وذلك ما حصل بالفعل، فإن قم أنجبت خيرة العلماء في عصرنا الحاضر، نذكر منهم: السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ النائيني، والسيد البروجردي، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيد الخميني والسيد الخامنئي، والسيد السيستاني ...الخ.
فقد ورد في الرواية: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس، ولم يدع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم. ثم قال: إن الدين وأهله بقم ذليل، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله، فلم يكن حجة على سائر البلاد. وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين. وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها. وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله، كما نسوا ذكر الله) (4).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) قال:
( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهلها قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ) (5)
تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية:
-----------------------------------
تحدثت الروايات عن خروج رجل من قم يطلب الحق، والحق لفظ يراد به المُلك لأجل إقامة الدين، وذلك عندما يرد مقترناً بالخروج المسلّح، فذلك الرجل يخرج في إيران، يسعى الى قيام جمهورية إسلامية، ويتمكن من ذلك، وكما يبدو فإن ذلك الرجل هو (الإمام الخميني) قدس سره الشريف، فقد ورد في الرواية:
عن الإمام الكاظم عليه السلام قال: (رجل من قم، يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين) (6)
وعلى أثر قيام تلك الجمهورية الإسلامية، يبدأ التمهيد للقائم عج، فقد ورد في الرواية:
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (يكون مبدؤه -أي المهدي-من قبل المشرق، وإذا كان ذلك خرج السفياني) (7)
ان هذه الرواية تعطينا مداليل عميقة، إذ تتحدث عن قيام الفكر القومي بالتصدي لقيام لجمهورية الإسلامية، وذلك لأن الفكر القومي؛ هو عبارة عن فكر العمالة لقوى الإستكبار العالمي، وذراعه الأخطبوطية، وبالفعل تصدى البعثيون لقيام الجمهورية الإسلامية، لكن الإنقسام الذي حصل في حزب البعث، وتأسيس شقيه السوري والعراقي، جعل من الشق السوري، حليفاً للجمهورية الإسلامية، وذلك لعدة أسباب:
1- بسبب العداء بين الشق السوري والعراقي، وذلك من باب عدو عدوي صديقي.
2- بالرغم من أن القوميين السوريين، ومنهم حزب البعث السوري الحاكم، يدعون الى قيام سورية الكبرى والتي تضم العراق والأهواز الإيرانية، بيد أنهم بحاجة الى زوال حكم البعثيين في العراق وضعف الدولة العراقية، من أجل إحتلالها، ومن ثم التفكير في طريقة لإستعادة الأهواز، وذلك ما سيجري لاحقاً عند خروج السفياني وإحتلاله للعراق. بينما دعوة القوميين العراقيين الى الوحدة العربية، أو ما يسمى الوطن العربي، فهي لم تكن دعوة جدية، وإنما مجرد خيالات أطلقها أولئك الحكام، لأفينة العرب والعراقيين، من أجل ضمان إستمرارية الحكم القومي البغيض.
3- حزب البعث العراقي، بقيادة صدام حسين، كان يميل الى المذهب السني، المخالف للمذهب الرسمي للجمهورية الإسلامية، والموافق لمذاهب قوى إقليمية فاعلة في المنطقة، كالسعودية وتركيا، بينما قيادة حزب البعث السوري الحاكم، فقد كان ينظر اليها نظرة طائفية وليست قومية، كون أسرة الأسد من المذهب العلوي، مما جعل سورية تدخل في صراع إقليمي، حتّم عليها أن تتحالف مع الجمهورية الإسلامية، لذلك سيتخذ السفياني الملعون، تلك الميزة لخداع شيعة العراق.
كما ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا. ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عليه السلام قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (8)
تتحدث هذه الرواية عن عدة ثورات يقوم بها الإيرانيون، حتى قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتدرّج قوّتها، حتى تصبح قوة فاعلة إقليمياً، ودولياً، وهو التفسير السياسي لمعنى "القيام" (فلا يقبلونه حتى يقوموا) ومن ثم تمهيدهم للقائم عج، وبقاء دولتهم المباركة حتى الظهور الشريف (ولا يدفعونها الا إلى صاحبكم) وفي نهاية الرواية يعطينا الإمام الباقر عليه السلام إشارة بليغة، عن قصر الفترة بين قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبين الظهور الشريف، والتي لا تتعدى عمر إنسان (أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر).
خاتمة:
-----
لقد دخلت الجمهورية الإسلامية في خضمّ الصراعات العالمية، كقوة إقليمية ودولية فاعلة، وفرضت نفسها على قوى الإستكبار العالمي، ومن ثم حققت إنتصاراً كبيراً، بتثبيت برنامجها النووي السلمي، وتعزيز قوة الشيعة وحلفائهم الإقليميين، على إمتداد الخط الهلالي، من الجمهورية الإسلامية، مروراً بالعراق وسورية، الى لبنان، وكذلك في اليمن، وساعدت حليفها الروسي في أن يصبح نداً للولايات المتحدة، وقطباً في مضمار الصراعات الدولية.
من جانب آخر؛ فإن البعد الجيوبوليتيكي للجمهورية الإسلامية، يمثل بعداً إستراتيجياً للتمهيد للظهور الشريف، وكذلك لتوطيد دولة العدل الإلهي. كما إن قيام جمهورية إسلامية، يكون حجة على الخلق، كما ورد في الرواية آنفاً (فيجعل الله قم وأهلها قائمين مقام الحجة، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد، لأن الله لا ينتقم من العباد، إلا بعد إنكارهم حجة)
بالإضافة الى ذلك؛ فإن قيام الجمهورية الإسلامية، عامل هام في ضمان إستمرارية إنسجام النظرية الإسلامية، مع ممارسة العمل الإسلامي، إلى حيان إستعادة الأمانة بيد القيادة الإلهية.

-----------------------
(1) (بشارة الإسلام ص93 عن غيبة النعماني).
(2) (البحار:52/210)
(3) (البحار ص60)
(4) (البحار ج 60 ص 213)
(5) (البحار:60/213).
(6) (البحار:60/216 طبعة إيران، وكذا ما بعدها عن قم)
(7) (البحار:52/252)
(8) البحار:52/243
الخراساني

الخراساني (ج1) Jond313 on 7:46:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.