عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد

عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد
-----------------------------------

ورد في كتاب الارشاد للشيخ المفيد طاب ثراه، حديث جامع لخمسين علامة من علامات الظهور الشريف ذكر منها (وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد) (1)

وفي نسخة البحار عن الارشاد للمفيد (وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام) (2)

يبدو ان النسخة التي وردت في كتاب (الارشاد للمفيد) هي الاصح كون ان بقية الكتب قد نقلت عنها، وبالنتيجة فإن الاختلاف في النسختين، هو تحديد نقطة ما يلي الكرخ أي بغداد، أو مدينة السلام، وهنا لدينا تفصيل على اعتبار احتمال الاثنين:

الأول: أن يكون المراد (مدينة السلام) ومدينة السلام هي مدينة بغداد المدورة، التي بناها المنصور واسماها "مدينة السلام" وهي منطقة الأعظمية المقابلة لمنطقة العطيفية من الكرخ، والجسر المقصود هنا هو جسر الصرافية.

الثاني: أن يكون المراد (مدينة بغداد) وهو الأرجح لأن (مدينة السلام) هو مسمى عباسي، فمن الغريب ان يكون اهل البيت عليهم السلام قد استخدموا مسمى عباسي، مع العلم ان للمدينة مسمى أشهر وهو مدينة بغداد، وهذا الاحتمال يوافق الاحتمال الأول وفق هذا الفرض، الا ان يكون المراد بمدينة بغداد وقت حصول انعقاد الجسر أي في عصرنا الحاضر، فيكون لنهاية الكرخ ثلاثة جسور، وهي الجسر المعلق الرابط بين المنطقة الخضراء والكرادة، وجسر ذو الطابقين الرابط بين الدورة والكرادة والواقع على خط مستقيم مع الجسر المعلق نتيجة لإزورار نهر دجلة، والثالث هو الجسر الرابط بين الدورة وبغداد الجديدة.

الثالث: نستنتجه على ما ورد في الرواية عن جويرية بن قدامة السعدي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: شهدت مع مولاي علي عليه السلام النهروان، فحين فرغنا من القتال نزلنا بأرض بابل، وكادت الشمس تغيب ولم يصل، فقلت: يا مولاي لم لا تصلي؟ فقال: (يا جويرية هذه أرض أصيبت مرتين، وهي متوقعة الثالثة) فلما عبرنا غابت الشمس، فرأيت مولاي عليه السلام قد تكلم بين شفتيه بكلام إما بالعربية أو بالسريانية، فرجعت الشمس، فقال: (يا جويرية أذن) فأذنت وصلينا، فلما فرغنا اشتبكت النجوم، فقلت: مولاي قد ذكرت المرتين، فمتى تكون الثالثة؟ قال: (يا جويرية إذا عقد الجسر بأرضها وطلع النجم ذات الذوائب من المشرق هنالك يقتل على جسرها كتائب) (3)

يبدو من ظاهر الرواية ومن منطقية مسير جيش الامام علي عليه السلام، من ارض المدائن الى ارض مسجد براثا، ومروره ببابل (منطقة الحكم) والتي هي ذاتها المنطقة الخضراء الحالية، فإن المراد بالجسر هو الجسر المعلق الرابط بين الكرادة والمنطقة الخضراء.

أما معنى عقد الجسر فله معنيين محتملين:

الأول: العقد بمعنى الغلق، وهو معنى ضعيف ولا يستخدم عادة في لسان العرب.

الثاني: العقد بمعنى الفتح، فهو اما ان يكون بمعنى انشاء الجسر، أو فتحه بعد غلقه بسبب ما.

وبتطبيق معنى العقد على جسر الصرافية، فهو جسر منشأ بالأصل، ولا ريب ان الرواية تتحدث عن فترة قريبة من الظهور الشريف، فقد يتم اغلاق الجسر لسبب ما.

أما الجسر المعلق الرابط بين المنطقة الخضراء والكرادة، فهو مغلق حاليا وربما يبقى مغلقا، وقد يفتح مرة أخرى.

ما نرجحه ان الامر متعلق بالجسر المعلق الرابط بين المنطقة الخضراء والكرادة، فالجسر مازال مغلقا منذ سنين من بعد سقوط نظام البعث، وقد يفتح قريبا.
في التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قال انه سيعمل على فتح المنطقة الخضراء امام المواطنين.
هذا وكان الجسر المعلق قد تعرض للقصف الجوي من قبل الامريكان عام 1991 واعيد اعماره عام 1992.
وفي عام 2015 قرر رئيس الوزراء حيدر العبادي فتحه لعبور المواطنين باتجاه مطار المثنى ومطار بغداد، بيد انه لم ينفذ ذلك.
-----------------------------
(1) الإرشاد: ٢ / 378
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ٢٢٠
عقد الدرر في أخبار المنتظر - يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي ص 177-179
و الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس - الصفحة 370 عن كتاب المناقب لابن شهرآشوب في الإرشاد:2/378
(3) الملاحم والفتن لابن طاووس ص 367 (انظر: بصائر الدرجات: 218 -291 /3 وعنه البحار 41: 178/14)