Top Ad unit 728 × 90

قادة الغيبة .. النائب والموعود

قادة الغيبة .. النائب والموعود
---------------------
بعد وفاة السفير الرابع من سفراء الإمام المهدي عج أبو الحسن على بن محمد السمري عام 329 حيث وقعت الغيبة الكبرى، صار أمر الدين الى النيابة العامة للإمام المهدي عج، والمتمثلة بالمراجع العدول.
مع مرور الزمن سيما في عصرنا الحديث، اشتدت وطأة الأحداث نتيجة التطورات الهائلة والسريعة التي حصلت، من تطور تكنولوجي شمل جميع مرافق الحياة، وازدادت معه مهام المرجعية الدينية، فالقضايا الفقهية ازادت تشعباتها، وأصبح المرجع مضطرا في أحيان كثيرة للخوض في القضايا السياسي التي يتعلق بها مصير الأمة.
من ذلك أصبح من الضروري توخي الدقة والاحتياط في اتباع الفقيه، سيما مع اتباع الظلمة منهج بني العباس في دعم العمامة المزيفة التي تتقمص دور الإفتاء، لذا أصبح من الضروري بمكان ألا يتم تقليد أي مرجع كان بل ينبغي تحري الأعلمية في التقليد، وهكذا أصبح مبدأ الأعلمية هو الحاكم في اختيار مرجع التقليد.
اتباع الاعلم يعني الدرجة العليا من الاحتياط وتحري الحكم المقارب لحكم الواقع، أي حكم الأئمة عليهم السلام والمستل من القرآن الكريم والسنة النبوية الحقيقية، وبذلك ومن خلال استقراء بسيط للواقع المرجعي نجد ان ثمة مرجع واحد مسدد يتربع على عرش الأعلمية ليقضي ردحا من الزمن في قيادة المذهب، حتى يعبر به مرحلة ما ومن ثم يرحل الى جوار ربه وينتقل التسديد الإلهي الى مرجع آخر، وفي الإثني عشر عقدا الأخيرة لاحظنا ذلك جيدا من خلال انتقال المرجعية من المرجع النائيني الى المرجع السيد أبو الحسن الاصفهاني الى المرجع السيد البروجردي الى المرجع السيد محسن الحكيم الى المرجع السيد أبو القاسم الخوئي الى المرجع السيد السيستاني دام ظله الشريف.
بقيت هذه السلسلة من المرجعية الدينية مسددة ومؤيدة من قبل الله تعالى رغم تغير الأنظمة وجور الظلمة وطغيان الفساد، وماتزال تلك السلسلة المباركة متوالية حتى ظهور القائم عج.
في فترة ما بعد سقوط النظام البائد شهد العراق تغيرات سياسية محورية واحداث امنية جمة، وكان لتصدي سماحة الامام السيستاني الدور الأبرز في حلحلة الأمور السياسية والأمنية، فمن دعوته الى تجنب الولوج في الصراع الأمريكي الصدامي حين دخول الامريكان، الى تدخله في حل ازمة النجف عام 2005 الى تهدئة الجماهير الشيعية الغاضبة على اثر تفجير مرقد العسكريين عام 2006 الى دعوته الى تشكيل حكومة انتقالية منتخبة، وقيام تلك الحكومة بكتابة دستور للبلاد، ومن ثم تشريع الانتخابات البرلمانية، وقيام الحكومة الدائمة، وحتى سقوط بعض مدن العراق بيد داعش، وعلى اثر ذلك قيام سماحة السيد السيستاني بإعلان فتوى الجهاد الكفائي.
كما في الرجوع الى المرجع المقلد الاعلم في الفتاوى الفقهية، فإن الرجوع الى مرجع التقليد الأعلم في الأمور السياسية هو الراجح، سيما مع الحيرة التي يمر بها شيعة العراق نتيجة الفساد المستشري في الأحزاب والتيارات الإسلامية، والذي لا يكاد مكون إسلامي شيعي من ان يكون مليئا بالفساد والمفسدين.
قد تتعدد المرجعية وتختلف آرائها في بعض الأمور السياسية، كما انها تختلف في بعض الفتاوى الفقهية، ولكن يبقى سبيل النجاة دوما في الاحتياط من خلال اتباع المرجع الأعلم، لأن ذلك الاتباع هو فرع التقليد، اما غير المرجع الاعلم فلا تجب طاعته ولا اتباعه في الأمور السياسية، بل ان بعض المراجع اعزهم الله من خلال تحررهم من قيد التقليد نتيجة تصدي مراجع آخرين، فإنهم يتمتعون بقدر من الحرية بعيدا عن قيد التكليف، إذ يقومون بإبداء آرائهم السياسية وربما يبدون دعمهم لمكون سياسي معين، أو رفضهم علنا لمكون سياسي آخر، وذلك مما لا يحمد عقباه عادة، لأن السياسة هي فن الممكن والسياسي شأنه كشأن العامة قد يخطيء وقد يصيب وقد تغره الوجاهة والمال السياسي فينحرف عن خط المرجعية، ولكن يبقى مقام المرجعية منزهاً، لذا فإن الاحتياط بإتباع المرجع الأعلم أو ما يسمى عرفاً "المرجع الأعلى" فهو سبيل النجاة دوماً.
بالطبع لا نقلل من شأن بقية المراجع وآراءهم الدينية والسياسية، ويبقى احترامهم وتبجيلهم متوافراً، لكن عهدة التكليف مرتبطة بمن؟ بالمرجع الأعلى الأعلم، وكما يقول الفقهاء: ان الاشتغال اليقيني يقتضي الفراغ اليقيني. والاقرب الى اليقين هو اتباع رأي المرجع الأعلى سواء في القضايا الفقهية او السياسية، مع تجنب الرد عليه في حال التلميح وعدم التصريح سيما في الأمور السياسية، وعلى اقل تقدير يمكن الاستئناس برأي غير المرجع الأعلى في قضية رفض جهة معينة، ولكن ذلك متعسر جداً في قضية دعم جهة سياسية معينة لأن في ذلك خطر كبير.
نسأل الله تعالى ان يجنبنا واياكم مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
الموعود:
----------
مع اقتراب الظهور الشريف والمرور بمرحلة التمهيد للإمام الحجة عج، وشيعة العراق يمرون بمرحلة حرجة من الاختلاف السياسي والديني، فإن ثمة رجل موعود اسمه اليماني، ذلك الرجل وصفته الرواية بأنه يدعو الى الحق والى صراط مستقيم، مما يعني ان وضوح الرؤية لديه في تمامه، وأنه ثابت القدم راسخ العقيدة، فهو الملاذ حينئذ مع المرجع الأعلم من غمرات الفتن، كما ان وصف اليماني بتلك الصفات، يشير الى شدة الفساد الذي يمر به الوضع السياسي العراقي، وهو عين ما نمر به اليوم، بل ان ذلك الوصف لليماني من كونه يدعو الى الحق والى صراط مستقيم، فإنه يشير الى انحراف الساسة الشيعة العراقيين عن جادة الصواب، ما خلا شخص اليماني، وهذه سابقة خطيرة تكشف عن مدى جهل المتحزبين، وعن مدى الخذلان للقضية المهدوية!
عندما يكون هنالك شخص واحد من عدة ملايين من الشيعة، وصف بأنه "يخرج قبل ذلك من يدعو الى آل محمد" فهو الداعي الوحيد على جادة الحق الى المهدي عج! فإلى أي مديات وصلت الشيعة! واليك ان تتصور ماذا يجري في مجتمعاتنا من أكل الحرام وظلم الانام، وكأن ذلك المشهد يصور حال العراقيين كحال مدائن فرعون موسى، وذلك اليماني كحال مؤمن آل فرعون، رجلٌ من اقصى المدينة! فما هي أوضاع أهل المدينة يا ترى؟!
((وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون))
هل يعقل ذلك ان نكون كقوم فرعون؟! وبالطبع فإن حديثنا لا يشمل جميع العامة وانما الحديث عن القادة السياسيين، أي قادة المجتمع وأذنابهم وأتباعهم.
ما يمتاز به ذلك اليماني هو انه صاحب مبدأ وعقيدة راسخة وايمان صلب ومواقف حقة ثابتة، لذلك اشارت الروايات الى ضرورة النهوض اليه والركون الى منهجه، وذلك التوجيه انما يعود الى ان المرجعية تكون مكبلة آنذاك بقيود الرعاية الأبوية للجميع، وتجنب زج مقام المرجعية المقدس في مستنقع السياسة الآسن، لذا فإن افئدة المنتظرين الموفقين لمعرفة شخص اليماني الموعود، ينبغي ان تكون متوجهة نحو ذلك العبد الصالح ومتبعة لسبله وراكنة اليه.
خلاصة:
الأولى متابعة "المرجع الأعلى"، المرجع الأعلى دون غيره، مع إمكانية الاستئناس بآراء بقية المراجع في الشأن السياسي، وربما يمكن اتباع ارشاداتهم فيما يخص عدم انتخاب جهة معينة كونها جهة غير مرغوب بها لدى المرجعية، أو التوجيه نحو انتخاب جهة معينة من اجل درء خطر تلك الجهة الغير مرغوب بها، لا لكون تلك الجهة المشار الى انتخابها جهة نزيهة وتمثل تطلعات المرجعية، ففي الحقيقة لا الروايات الشريفة تساعد على هكذا فهم ولا الواقع السياسي يساعد على ذلك.
من هنا يكون الاحتياط في اتباع المرجع الأعلم هو سبيل النجاة، وفي حال الحيرة كما لو كان المرجع الأعلى يقف على مسافة واحدة من الجميع، حفاظاً على مقام المرجعية من التدنيس، فإن الاستئناس برأي مرجع آخر متصدي تصديا صريحا، ينبغي ان يكون بصورة حذرة من الممكن ان ترفض تلك الجهة الغير مرغوب بها من قبل المرجعية، لكن لا ينبغي ان تقدس او تنزه الجهة التي تشير المرجعية الى انتخابها، وينبغي ان يكون الانتخاب بحذر شديد في تحري النزيه الفاعل، وهو متعسر غالبا لعدم معرفة الجمهور بأوضاع المرشحين.
وعند خروج اليماني الموعود، فإن من عرف اليماني فعليه ان يتبعه فإنه راية الهدى والدليل الى صاحب الأمر عج والداعي الى الحق والى صرط مستقيم، وذلك يعني وضوح الرؤية لديه في الجانب العقدي والسياسي، ومن يتعذر عليه التعرف على اليماني فعليه متابعة المرجع الأعلى فإنه هو مدار الهدى في عصر الغيبة، واليماني الموعود لا ريب انه سيكون من المنضوين تحت راية المرجع الأعلى آنذاك ومن المدافعين عنه، وكذلك يعرف اليماني من خلال بقاء رايته الراية الوحيدة في قبالة السفياني والخراساني، وكذلك يعرف من خلال ترصد السفياني له، وتتبعه له ولأنصاره وقتله بعض من قيادته وانصاره وتنكيله بنسائهم وأطفالهم لغرض ثني اليماني عن المقاومة والرضوخ لسلطة السفياني على العراق والشام.
قادة الغيبة .. النائب والموعود Jond313 on 10:53:00 ص 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.