أحداث الحجاز بين حديث الروايات ومقتضيات الواقع

أحداث الحجاز بين حديث الروايات ومقتضيات الواقع:
------------------------------------------------
تحدثنا مرارا وتكرارا عن أحداث الحجاز، وبينّا ان من بعد موت عبد الله تكون ثلاث فترات:
فقد ورد في الرواية عن ابي عبد الله جعفر عليه السلام يقول: (من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم.
ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله.
ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت يطول ذلك؟ قال: كلا.)

ثمة ثلاثة أحداث وثلاث فترات:

اولها: موت عبد الله؛ والضمانة العامة لظهور القائم بفترة غير محددة، وهي الفترة الكلية من موت عبد الله وحتى ظهور القائم.
وقد تحقق موت عبد الله.

وثانيها: ولن يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله.
وهي فترة غير محددة، وهي ما نمر به اليوم فأطمئنّوا فإن الأمر لا يكون الا الى صاحبكم المهدي بأبي وأمي، ولكنها فترة تمحيص وغربلة شديدة على الشيعة، وما هو امرّ من الصبر، فاز المرابطون وخسر المستعجلون.

ثالثها: يذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت يطول ذلك؟ قال: كلا.
وتلك فترة لم تحن بعد، فيها فرج يكون بمجزرة يحدثها أحد صبيان آل سعود يقتل فيها 15 رجلا من ال فلان أي ال سعود أو من العرب كما في رواية، ولعله اجتماع لوزراء الخارجية العرب او سواهم، ونحن نرجّح ان يكونوا من آل سعود والله العالم، بتفجير يحدثه زبانية ذلك الصبي فيهم. ثم تنعدم الثقة فيما بينهم فيذهب حكم السنين ويعقدون مجلساً للحكم، يحكم كل رجل منهم شهرا واحدا ومنهم من يقتل او يعزل قبل نهاية الشهر وذلك ملك الأيام، ثم لا يطول ذلك بعهد من الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

أما الحديث عن ان سلمان لا يحكم أكثر من سنة ومحمد بن سلمان سيفعل كذا وكذا ومحمد بن نايف سيفعل كذا وكذا ... الخ فذلك حديث المستعجل.

لا أرى أي داع للعجلة فإن العجلة لا تقدم الأمر ولا تؤخره، كل ما علينا ان نتابع الأحداث، وما خلا ذلك، كما ورد عن الباقر عليه السلام: يا جابر الزم الأرض .. كونوا احلاس بيوتكم.
أي مارسوا حياتكم الطبيعية، في مجالاتها المعتادة من سياسة واجتماع واقتصاد وجهاد ضد الأعداء من أجل حفظ الكيان الشيعي، وما الى ذلك من الأمور الحياتية المعتادة، ولا تتحركوا بإتجاه الخروج على الوضع العام العالمي الا بمقدار ما تقتضيه السياسة التي يعقلها أهلها، والمقدار المنهي عنه من الخروج هو الخروج من الوضع الطبيعي الذي تحدثنا عنه، بإتجاه المهدي قبل أوانه أي قبل خروج السفياني والصيحة.
وحتى بعد خروج السفياني لن تتضح الأمور، فلا يكون الخروج نحو المهدي بعد خروج السفياني الا بمقدار نصرة رايات الهدى، ورايات الهدى ليست جهة غيبية كالمهدي عج وانما هي جهة مجتمعية تخرج من رحم مجتمعاتنا الشيعية، إذاً يكون ذلك الخروج مختصاً بأهل الحل والعقد وهنا هم (اليماني والخراساني حصراً) وكل من يخرج دونهما مصيره الهلاك في الدنيا وفي الآخرة يبعث على نيته، لذلك لن يتضح الأمر حتى تكون الصيحة، وحتى بعد الصيحة لن يرى الناس مهديا الا بعد ثلاثة أشهر ونصف، وخلال تلك الأيام التي تزيد عن مائة يوم، يبقى الأمر عائداً الى المرجعية الدينية واليماني الموعود الذي سينظّر للقضية المهدوية وهو تحت طاعة المرجعية الدينية، حتى يوم العاشر من المحرم ذلك اليوم المبارك الذي تمتزج فيه أحزان عاشوراء بأفراح الفرج العظيم.