من أقوال العلماء بقرب الظهور الشريف

من أقوال العلماء بقرب الظهور الشريف:

يقول سماحة الشيخ علي الكوراني في حديث له عبر شاشة قناة الولاية الفضائية:
(نحن لا نوقت ولكن لم يتبقى سوى القليل، وعام 1439 عام تتطابق أوصافه مع عام الظهور الشريف، إذ أن يوم العاشر من المحرم يصادف يوم سبت، ومن المعروف لدينا في الروايات الشريفة أن خروج المهدي عج يكون يوم سبت).

بيان المطلب:
---------------
كانت لنا جولة في روايات الظهور الشريف، بحثاً عما يسند كلام سماحة الشيخ الكوراني، وإن كان سماحته لا يعطي توقيتاً وإنما هو مجرد مقاربة وتوقع ليس الا، ونحن كذلك بطرحنا رأي سماحة الشيخ لا نتفق معه في شيء، وانما فقط نذكر ما تحدث به، ونقدم بحثاً مقتضباً عما روي مقاربا لذلك التوقع.
وجدنا أربع روايات تتحدث عن ذلك:

الرواية الأولى:
عن أبي حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خروج السفياني بعد تسع وثلاثين. (1)

خروج السفياني في سنة فردية، كما دلت عليه الحسابات الرياضية لأحداث الظهور الشريف، فإن الرواية إن كانت تقصد خروج السفياني في سنة 39، ومن المعروف أن النبي المصطفى وأهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين، يرمّزون الأزمان والأسماء في الروايات، لذا فإن سنة 39 حذف منها حساب القرون لغرض الترميز، فربما المقصود عام 1439، فإذا كان ذلك فإن ثمة إحتمالين:

الإحتمال الأول: خروج السفياني في عام 1439 فيكون خروج المهدي عج عام 1441.

الإحتمال الثاني: خروج السفياني بعد عام 1439 فقد يكون خروج السفياني عام 1441 وخروج المهدي عج عام 1443.

الرواية الثانية:
عن ابن عباس قال: إذا كان خروج السفياني في سبع وثلاثين كان ملكه ثمانية وعشرين شهرا وإن خرج في تسع وثلاثين كان ملكه تسعة أشهر. (2)

تتحدث هذه الرواية عن خروج السفياني وهي كذلك تحتمل خروجه في أحد عامين:

الإحتمال الأول: أن يخرج السفياني عام 1437، فيكون خروج المهدي عج عام 1439.

الإحتمال الثاني: أن يخرج السفياني عام 1439 وهو مطابق لحكم السفياني 9 أشهر الذي اشترطته الرواية، وهو كما في الروايات الصحيحة، فيكون خروج المهدي عج عام 1441.

الرواية الثالثة:
(عن أبي هريرة قال: في عقود الهجرة الألف و أربعمائة و إعقد إثنين أو ثلاثاً ..... يخرج المهدى الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم، والذين مَرَدوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدون، وتخرج له ملكة الدنيا والمكر، زانية إسمها (أمريكا) تُراودُ العالم يومئذن في الضلال والكفر ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون القدس والمدينة المقدسة. وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب. ويرى المهدى أن كل الدنيا عليه بالمكر السيء ويرى الله أشدّ مكراً، ويرى أن كل كون الله له إليه المرجع والمصير وكل الدنيا شجرةٌ له أن يملكها فرعاً وجذراً .... فيرميهم الله بأكرب رمي ويحرق عليهم الأرض والبحر والسماء وتمطر السماء مطر السوء ويلعن أهل الأرض كل كفار الأرض ويأذن الله بزوال كل الكفر) (3)

تتحدث الرواية عن خروج المهدي في العشرينات أو الثلاثينات من القرن الرابع عشر الهجري، ويبدو أن التردد من أبو هريرة.
ولما مضت فترة العشرينات، ولم يتبقى من الثلاثينات سوى 4 سنين، فإذا صحت رواية أبي هريرة، فإن خروج السفياني يكون عام 1437 وخروج المهدي عج يكون عام 1439.

الرواية الرابعة:
قال الامام علي (عليه السلام) : فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية والدولة الاحمدية والقائم بالسيف الحال الصادق في المقال يمهد الارض ويحي السنة والفرض وسيكون ذلك بعد الف ومئة واربع وثمانون سنة من سني الفترة بعد الهجرة. (4)

تتحدث الرواية عن خروج الإمام المهدي عج بعد 1184 سنة هجرية من سني الفترة المحسوبة وفق التقويم الهجري.

في الحقيقة لم نعثر على تفسير لمعنى (الفترة) الا أن ما نستطيع أن نستشفه من خلال عدة قرائن:

1- إن الفترة، هي المدة من الهجرة الشريفة الى حدث ما مهم مرتبط بالإمام الحجة عج.

2- ان الفترة ينبغي ألا تتجاوز بضع مئات من السنين، لكي عندما يتم جمعه مع الرقم 1184 لآ يتجاوز 1500 عام وذلك لإيماننا بقرب الظهور الشريف.

وبذلك فإن قلنا إن (الفترة) هي ولادة الإمام المهدي عج عام 255 هـ، فيكون ناتج الجمع:

1184+255 = 1439 هـ

خاتمة:
كل الإستدلالات التي ذكرناها لا قيمة لها أمام حرمة التوقيت، لأن أي توقيت لن يكون الا مجرد توقع وإحتمال، ما لم يخرج السفياني، وتحدث الصيحة.
كما أن سماحة الشيخ الكوراني لم يوقت وإنما ذكر مجرد توقع، ويبقى ذلك الإحتمال واردا حتى يصدقه خروج السفياني والصيحة، أو يكذبه الزمان.
-----------------------
(1) الفتن/ نعيم بن حماد/ رقم الحديث -830
(2) الفتن/ نعيم بن حماد/ رقم الحديث -831
(3) نقلاً مخطوطه نادره من القرن الثالث الهجري بدار الكتب الاسلاميه . بكتابخانة الترك باسطنبول.
(4) کتاب بیان الائمة ج2 ص347.