Top Ad unit 728 × 90

دخول الجيش التركي الى سورية

دخول الجيش التركي الى سورية:
--------------------------------
تحدثنا في بحث سابق عن ثقافة المنتظرين التي يشوبها التأثر بالأحداث المرحلية، وكان للتحرك الأخير للأتراك بإتجاه سورية وضرب داعش، أثره الكبير في إثارة ذوي الثقافة المرحلية، ففي حين أن خارطة علامات الظهور تتحدث عن علامات كبيرة تسبق الدخول التركي الى سورية، وبالرغم من عدم تحقق تلك العلامات الا أن ثقافة المرحلية حالت دون ثبات المنتظرين على إتباع خارطة العلامات، واستقطبتهم الى تبعيتها!
تحدثنا مراراً عن تسلسل الأحداث العلاماتية في رواية جابر الجعفي (رض) وقلنا ان الرواية بينت وبوضوح تسلسل حصول العلامات كالآتي:
1- زلزال دمشق (خسف حرستا والجابية وسقوط جانب من مسجد دمشق).
2- الانفصال الكردي السوري عن دمشق (مارقة تمرق من ناحية الترك).
3- الحرب العالمية (هرج الروم).
4- الدخول التركي الى سورية (نزول الترك او اخوان الترك الجزيرة).
5- خروج السفياني.
وبالرغم من أن الدخول التركي الى الأراضي السورية كعلامة من علامات الظهور، يسبقه زلزال دمشق المدمر، والانفصال الكردي، والحرب العالمية، الا أن البعض يتغافل عن العلامات السابقة لتلك العلامة، بمجرد أنه شاهد تحركاً للجيش التركي بإتجاه سورية، وذلك أمر في غاية الغرابة!
ورد في الرواية عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ... الخ. (1)

(الجزيرة من الناحية الجغرافية هي الأراضي الجنوبية، والجنوبية الغربية من الموصل وتشمل ديار ربيعة، وتمتد الى غالبية أراضي محافظة تكريت وكذا شمال الأنبار مما يلي الفرات، كما وتشمل نهر الخابور السوري، وما يليه وصولا الى مدينة الرقة غرباً، ومدينة دير الزور وما يليها من المناطق الجنوبية السورية..
أما إخوان الترك، فأغلب الظن أن المراد بهم أتراك تركيا تمييزاً لهم عن اتراك آسيا الوسطى، لأن أتراك تركيا لم يكونوا معروفين في زمن الخبر، وإنما كانوا بيوتات متناثرة غالبيتهم من المنتقلين بين الحواضر، والمشهورية كانت يومذاك لأتراك آسيا الوسطى، ولهذا أطلق على أتراك تركيا بأنهم إخوان الترك، فهم ترك، ولكنهم ليسوا من ينصرف اليهم الذهن في وقت النص وزمانه، وما رآه بعض الأفاضل بأن المراد بهم الروس لا دلالة له لا من قريب ولا من بعيد، فالجنس الروسي مختلف تماما عن الجنس التركي، ولذلك لا موضع للأخوة بينهم وبين الأتراك.
ولا حدود مباشرة للأتراك مع الجزيرة السورية والعراقية، إذ تفصل في الجانب السوري بينهم المنطقة الكردية المتمثلة بالمنطقة الكائنة في محافظة الحسكة وهي منطقة وعرة وجبلية، وعين الأمر نجده في العراق حيث التضاريس الجبلية التي قطنها الأكراد تقف حائلا بين الجزيرة العراقية وتركيا، ولهذا فإن أي حديث عن نزول تركي في الجزيرة يعني اختراق هذه المنطقة وتجاوزها أولاً) (2)
سبب نزول الترك الجزيرة:
--------------------------
في الحقيقة ليس انفصال اكراد سورية هو السبب لدخول الترك الجزيرة حيث يقول سماحة الأستاذ:
(دخول الاتراك الى سورية يتجاوز قضية الانفصال الكردي، لأن الإنفصال الكردي يمكن القضاء عليه بالسيطرة على المنطقة الكردية، ولكن تجاوزها الى المنطقة الجنوبية وبشكل شاسع يمتد لعدة مئات من الكيلومترات حتى يلتقي الأتراك بنهر الفرات، لا يمكن ان يحكي مجرد الرد على استفزاز الإنفصال الكردي لا سيما وان الانفصال الكردي لا توجد له امتدادات قوة في المنطقة الجنوبية السورية، حتى يمكن التحجج بها في حفظ منظومة الأمن القومي، فالمنطقة الجنوبية غربية، وهي لها حساسيتها الخاصة من موضوع الانفصال الكردي) (3)
قراءة الأسباب بمنظار اليوم:
----------------------------
وفيه يقول سماحة الأستاذ: (لو اردنا ان نقرأ الحدث بمنظار اليوم، فإن الحدث يعبر عن نمط جديد في الاستراتيجية التركية، اذ ان تركيا من بعد تفكيك الخلافة العثمانية اتجهت وبوتيرة متصاعدة نحو الاوربيين، وبقيت الى منتصف العقد الأول من القرن الحالي تخطب ود الأوربيين لكي تنظم اليهم وتحسب عليهم، وانضمت الى حلف الناتو بناء على ذلك، ولكنها بقيت تحس بعزلة الأوربيين عنها ترافقت مع تكبر وتعجرف من الاوربيين عليها، الى ان نحت الأوضاع فيها بإتجاه سيطرة الإسلاميين عليها، وهو الأمر الذي انجر الى تحول متسارع منذ بداية القرن الحالي بإتجاه عودتها الى العالم الإسلامي، والتي وجدت فيه فرصة كبرى نتيجة غياب القيادة السنية التي تستطيع ان تستقطب الصحوة الإسلامية في عموم المناطق بعد فشل نماذج العربية السعودية وطالبان الأفغانية في هذه القيادة وبعد التنامي المتواصل في سياسة الجمهورية الإسلامية في ايران بإتجاه احتواء المد الإسلامي بل وتثوير هذا المد في المناطق السنية، وقد وجدت السياسة التركية اقبالا كبيرا على سياستها الجديدة من قبل شعوب المنطقة، ولو قدر لهذا النمط ان يستمر فمما لا ريب فيه إن التدخل التركي في داخل سورية بالصورة التي اشارت اليه الروايات الشريفة يغدو تلبية واضحة لهذه السياسة لا سيما وان الوضع السني في سورية هو الأقرب الى نظيره في تركيا من جهة، ولأن الروايات الحاكية عن معركة قرقيسيا تتحدث عن تحالف تركي مع بني قيس في دير الزور وما يليها من المناطق مع الاتراك وضد حكم الشام، مما يجعلهم يقاتلون السفياني الشامي مع الاتراك) (4)
نزول الترك الجزيرة والفرات في المنظومة الروائية:
----------------------------------------------------
(إن نزول الاتراك الى الجزيرة ورد في روايات عدة في كتب الخاصة والعامة وبشكل متظافر، وتكشف المعطيات المتعلقة بمعركة قرقيسياء عن انتشار واسع للقوات التركية في منطقة قرقيسياء، وكما اشرت فإن اقتحام الاتراك للحدود السورية، ثم نزولهم الى منطقة الجزيرة سيتأثر بطبيعة علاقة الأتراك ببني قيس وما يمثلونه بالنسبة للأتراك، وكذا بعلاقة الشام مع حلفاء الاتراك من بني قيس وغيرهم، ولهذا فإن منطقة الجزيرة التي تقطنها غالبية من بني قيس وحلفائهم من شمر وغيرهم سوف تتأثر بشكل جدي بطبيعة ما يجري من اضطرابات في الشام، بالشكل الذي يستدعي من الاتراك ان يوسعوا انتشارهم في منطقة الانفصال الكردي ليمتدوا الى عمق الأراضي السورية جنوباً، ولهذا فإن حدث الإقتحام التركي لن يبتعد كثيرا من الناحية الزمنية من احداث رجفة دمشق واحتدام الأوضاع في داخل الشام.
كما وان التمدد التركي بإتجاه الجنوب السوري انما يأتي تلبية لمطالب أمن حلفاء الاتراك من بني قيس المستوطنين في دير الزور، من أجل انشاء منطقة عازلة بينهم وبين قوات الحكم في سوريا آنذاك، ولأن دير الزور هي أول نقطة لوصول الأتراك الى نهر الفرات، وهنالك تظافر في الروايات التي تتحدث عن نزول الترك على نهر الفرات، ومنها حديث ابن مسعود: كأني بالترك على براذين (مخذمة) الآذان حتى يربطوها بشط الفرات.
وكذا حديث مكحول: لا تنقضي الدنيا حتى يرد الترك الفرات)
الدور التركي في قرقيسياء وانحسار الفرات وبثق الفرات:
---------------------------------------------------------
بهذا الشأن يقول سماحة الأستاذ: (على الظاهر فإن انحسار ماء الفرات الذي يرد ذكره في روايات عامية أخرى لو صحت، سيكون أحد الأسباب التي ستعجل من معركة قرقيسياء، ولا يبدو كعمل إنه ناجم عن الجفاف، وإنما ينجم عن قرار تركي بقطع الفرات عن سوريا، وقد أكملت تركيا في عام 2001 آخر سدودها على نهر الفرات على بعد 10 كيلومتر شمال مدينة البيضاء السورية الحدودية معها، وذلك ضمن مجموعة السدود الضخمة التي بنتها تركيا على نهري دجلة والفرات، وبموجب هذا السد فإن تركيا تكون قادرة على تجفيف نهر الفرات بشكل كامل لو ارادت فعل ذلك) (5)
خاتمة:
-------
عرفنا مما سبق ان الترك أو إخوان الترك هم الدولة التركية الحالية، وان دخولهم يكون من اجل حماية حلفائهم بني قيس، وربما ايضاً لقتال الرايات السود الناصبية كما اشارت اليه بعض الروايات العامية، كما وأن وصول الترك الى الفرات في مدينة دير الزور يعد علامة بارزة دالة على ان ذلك الدخول هو المقصود كعلامة من علامات الظهور، وليس مجرد حدث عسكري أمنى عابر.
كما يجدر الإشارة الى ان أي تحرك للترك قبل زلزال دمشق وانفصال اكراد سورية عن حكم دمشق وقبل الحرب العالمية؛ فإن ذلك التحرك ليس العلامة المذكورة في الروايات وانما هو حدث سابق لها، وبذلك نكون قد اتبعنا منهج اهل البيت عليهم السلام الذي ضمّنوه في مروياتهم، كخارطة للعلامات، ونأينا بأنفسنا عن التأثر بالأحداث المرحلية.
------------------------------
(1) الإختصاص للشيخ المفيد ص 255
(2) علامات الظهور/ الشيخ جلال الدين الصغير/ م2 ص213-214
(3) علامات الظهور/ الشيخ جلال الدين الصغير/ م2 ص214
(4) علامات الظهور/ الشيخ جلال الدين الصغير/ م2 ص214
(5) علامات الظهور/ الشيخ جلال الدين الصغير/ م2 ص 217-218
علامات الظهور

دخول الجيش التركي الى سورية Jond313 on 2:24:00 م 5
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة أعجبني !
730 2230 لبيك يا قائم آل محمد
تصميم و تعديل : alhussein.iq
يتم التشغيل بواسطة Blogger.