زلزال دمشق

زلزال دمشق
--------------
من العلامات التي تخص الوضع الشامي، هي علامة زلزال دمشق! وهو عبارة عن زلزال يمتد تأثيره المدمر على مسافة عدة كيلومترات، ويسبب خسف بمنطقة حرستا، وخسف بمنطقة الجابية، وسقوط جانب من مسجد دمشق.

منطقة حرستا تقع شمال دمشق، وفي الجانب الآخر منطقة الجابية مقابل سوق الحميدية، والتي تقع على بعد 10 كيلومترات من منطقة حرستا، أما مسجد دمشق، وهو المسجد الأموي، فيقع قريباً من الجابية.
تحدثنا مراراً عن تسلسل الأحداث العلاماتية في رواية جابر الجعفي (رض) وقلنا ان الرواية بينت وبوضوح تسلسل حصول العلامات كالآتي: (1)
1- زلزال دمشق (خسف حرستا والجابية وسقوط جانب من مسجد دمشق).
2- الانفصال الكردي السوري عن دمشق (مارقة تمرق من ناحية الترك).
3- الحرب العالمية (هرج الروم).
4- الدخول التركي الى سورية (نزول الترك او اخوان الترك الجزيرة).
5- ورود جيش غربي الى إسرائيل لحمايتها (نزول الروم الرملة) أي رملة فلسطين.
6- خروج السفياني.

وبذلك لما كنا قاب قوسين من الظهور الشريف، فإن حدث زلزال دمشق هو الأقرب لنا من بقية العلامات المذكورة في التسلسل أعلاه، والتي تنتهي الى خروج السفياني.

حديث الزلزال والخسوفات في الروايات الشريفة:
----------------------------------------------
ورد في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال:
(إذا اختلف الرمحان بالشام، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين. فإذا كان ذلك، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر. فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا. فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق. فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي) (2)

عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني. (3)
. .
في الروايتين أعلاه ورد ذكر خسف حرستا وخسف الجابية وسقوط طائفة من مسجد دمشق الايمن. ووفق الخارطة الجغرافية فإن الأماكن الثلاث تقع على خط واحد مما يجعلنا نرجح حدوث زلزال في تلك المنطقة يؤدي الى الخسف في حرستا وفي الجابية وسقوط جانب من مسجد دمشق.
ومسجد دمشق قريب من منطقة الجابية ويقع في شمالها فيكون سبب سقوط جانب مسجد دمشق وهي الجهة اليمنى منه كما في الرواية المذكورة آنفا بسبب خسف الجابية.

وهنالك دليل روائي على حدوث الخسف بسبب الزلزال:
فيما رواه العامة عن محمد بن الحنفية قال:
يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق فبيناهم [كذلك] ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض فانقعر غربي مسجدها ويخسف بقرية يقال لها حرستا ثم يخرج عند ذلك السفياني فيقتلهم .. الخبر. (4)
يقول الأستاذ الفاضل: (ان الخط الزلزالي يسير بخط مستقيم بين المناطق الثلاث، وحجم التدمير الذي يحدثه يطال على ما يبدو مناطق بإمتداد لا يقل عن عشرة كيلومترات هي حدود المسافة بين الجابية وحرستا وفي خط الازاحة الجوي) (5)

زلزال دمشق وأختلاف الرايات السود:
------------------------------------
ذكرت إحدى الروايات علامة لحصول زلزال دمشق، ما ورد في الرواية عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: إذا اختلف أصحاب الرايات السود بينهم كان خسف قرية بأرم يقال لها حرستا وخروج الرايات الثلاث بالشام عندها. (6)
هذه الرواية تؤكد أن الإختلاف بين الرايات السود (داعش والنصرة) يعقبه زلزال دمشق وخسف حرستا، وخروج رايات الشام الثلاثة (السفياني والأصهب والأبقع). مما يعني ذلك أن اختلاف الرايات السود فيما بينها، هو علامة لحصول زلزال دمشق المدمر، والذي يؤدي الى خسف حرستا والجابية وسقوط جانب من مسجد دمشق كما أسلفنا.
كما يجدر الإشارة الى أن معركة قرقيسيا الأولى التي تجري بين الرايات السود إنما تحدث قبل خروج السفياني، وهي كذلك تؤكد ما ورد في الرواية أعلاه، من أن الإختلاف الذي سيحصل بين الرايات السود يكون قريباً من حدث زلزال دمشق.

خاتمة:
-------
وفق المعطيات الروائية فإن حدث زلزال دمشق هو من علامات الظهور المؤكدة، وإن احداث خسف حرستا والجابية وسقوط جانب من مسجد دمشق، هي من آثار ذلك الزلزال المدمر.
كما يجدر التنبيه والإلتفات الى إن زلزال دمشق هو العلامة الشامية الأقرب الينا، ويتبعه انفصال اكراد سورية عن المركز ومن ثم الحرب العالمية ومن ثم دخول الجيش التركي الى سورية حتى يصل الفرات عند مدينة دير الزور، ونزول الروم رملة فلسطين، ومن ثم خروج السفياني.
-----------------------------------
(1) بيان تسلسل العلامات من رأي سماحة الأستاذ الشيخ جلال الدين الصغير.
(2) (غيبة النعماني: 305)
(3) الإختصاص للشيخ المفيد/ ص 255
(4) الفتن ص150
(5) علامات الظهور / الشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص203
(6) الفتن/ نعيم بن حماد/ رقم الحديث 595